مع اتّساع رقعة الحديث حول مستقبل الأوضاع في شرق سوريا، تُواصل الولايات المتحدة إرسال تعزيزات إلى قواعدها هناك، آخرها دفعة ثانية من منظومات صواريخ «هيمارس» أُرسلت إلى حقل «العمر» النفطي شرقَي دير الزور، بعد أسابيع من إرسال الأولى إلى حقل غاز «كونوكو» القريب من خطوط التماس مع الجيش السوري وحلفائه. وتثير هذه التحرّكات أجواءً من التوتّر في المنطقة، دفعت أبناء دير الزور، الأربعاء الفائت، إلى تنفيذ وقفة احتجاجية عند جسر الصالحية الذي يبعد أمتاراً عن مناطق وجود القوات الأميركية، أكدوا خلالها رفضهم وجود قوات الاحتلال على الأرض السورية، وتمسّكهم بوحدة هذه الأرض وسلامتها، وأظهروا استعدادهم الدائم للدفاع عن المنطقة.وفي ظلّ هذا الجوّ المناوئ لواشنطن، وبالنظر إلى حجم القوة العسكرية للجيش وحلفائه في ريف دير الزور، يدرج مصدر ميداني متابع، في حديث إلى «الأخبار»، استقدام منظومات «هيمارس» في إطار إجراءات دفاعية تتّخذها القوات الأميركية لصدّ الهجمات التي تتعرّض لها قواعدها في المنطقة، في حين أن الجيش السوري وحلفاءه يتّخذون وضعيات هجومية. ويعتقد المصدر أن المناورات التي تجريها القوات الجوية السورية - الروسية المشتركة قرب نهر الفرات إلى الشمال الشرقي من مدينة حلب، إضافة إلى التدريبات التي تجريها قوات المهام الخاصة المحمولة جواً (الفرقة 25) خلال الأشهر الأخيرة على الإنزال الجوي خلف خطوط العدو «تتطابق بشكل كلّي مع طبيعة البادية والجزيرة السورية، ولها دور أساسي في أيّ حرب مقبلة في المنطقة».
وبينما تزامنت التحرّكات الأخيرة للأميركيين و«قسد» مع تداول الكثير من المواقع ووسائل التواصل أنباء حول «حركة نزوح للأهالي» من مناطق الميادين والبوكمال وقرى وبلدات ريف دير الزور المحررة في منطقة الجزيرة، و«توقّف الدوائر الرسمية» هناك عن تقديم الخدمات، يرى المصدر نفسه أن الآلة الإعلامية الأميركية هي التي أوعزت بنشر هذه الشائعات «لبثّ حالة من الارتباك والخوف لدى أبناء المنطقة». كذلك، ينفى محافظ دير الزور، فاضل نجار، في حديث إلى «الأخبار»، ما يتمّ ترويجه حول حركة نزوح أو توقّف للدوائر الرسمية عن العمل، واصفاً تلك الأنباء بأنها «عارية من الصحة»، مشيراً إلى أن «الوضع في كامل محافظة دير الزور طبيعي، ويسوده الأمن، ويمارس الأهالي حياتهم الطبيعية، وهم متمسّكون بأرضهم وموجودون في مدنهم وقراهم، وتقوم كل الدوائر الخدمية ومؤسسات الدولة بأداء عملها وتقديم الخدمات للأهالي». ويضيف إن جميع أبناء المنطقة «يقفون إلى جانب الجيش السوري وحلفائه لتحرير كامل الأراضي السورية من الاحتلال وأعوانه».