غزة | تزامناً مع زيادة تركيز الإعلام العبري على شخصية قائد حركة «حماس» في الضفة الغربية، صالح العاروري، وتهديد رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، له شخصياً خلال اجتماع حكومته صباح أمس، تواصل المقاومة الفلسطينية رفع درجة استعداداتها وتأهّبها للرد على أي جريمة يقترفها الاحتلال.وعلمت «الأخبار»، من مصادر فصائلية، أن المقاومة بفصائلها كافة، تأخذ التهديدات الإسرائيلية لقيادة المقاومة، وخاصة الشيخ صالح العاروري المقيم في لبنان، على محمل الجدّ. وقد وضعت سيناريوات عدة للتعامل مع توجهات حكومة الاحتلال، مؤكدةً أن الرد الأولي قد يكون مشابهاً من حيث المضمون لما جرى في شهر رمضان الماضي، عبر الضربات المتعددة الجبهات، لكن بشكل أكبر وأوسع.
وذكرت المصادر أن المقاومة الفلسطينية على تواصل مع أطراف محور المقاومة، وتوجد تفاهمات واضحة بخصوص التعامل مع أي خطوة قد يقدم عليها العدو الصهيوني، وخصوصاً إذا ذهب إلى تنفيذ تهديداته باغتيال العاروري على الأراضي اللبنانية، إذ ما زالت تعهدات الأمين العام لـ"حزب الله"، السيد حسن نصرالله، بخصوص أي عملية اغتيال لأي شخصية لبنانية أو فلسطينية على الأراضي اللبنانية حاضرة.
وكان نتنياهو قد هدّد العاروري، وهو نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، بأن «من يقف خلف (الإرهاب) سيدفع الثمن»، مضيفاً أن «العاروري يعرف جيداً لماذا يختبئ، نحن سنجلب الثمن من كل من يقف خلف الإرهابيين ويموّلهم ويدعمهم». وتابع: «حماس ووكلاء إيران في المنطقة يدركون جيداً أننا سنقاتل بكل الوسائل ضد محاولاتهم لخلق الإرهاب ضدنا، سواء في الضفة أو غزة أو أي مكان آخر»، زاعماً «أننا نواجه موجة من الإرهاب من الداخل والخارج، وسنستخدم يداً من حديد في مواجهة الجرائم في المجتمع العربي ونقضي على الجريمة المنظّمة هناك، كما قضينا عليها في المجتمع اليهودي، وسنضرب بيد من حديد الإرهاب في كل مكان».
الزهار: الخيارات كلها مفتوحة في حال أقدم الاحتلال على اغتيال شخصيات قيادية في المقاومة سواء كانت في غزة أو خارجها


من جهته، ردّ عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» محمود الزهار، على نتنياهو بالقول إن «الخيارات كلها مفتوحة في حال أقدم الاحتلال على اغتيال شخصيات قيادية في المقاومة سواء كانت في غزة أو خارجها»، مضيفاً: «من قال للاحتلال إن الاغتيالات ستُقابل بالترحاب؟ بل ستُقابل بالصواريخ والرد، ومتمسكون بالمعادلات التي فرضناها سابقاً ولربما يتجاوز الرد ما جرى في معركة سيف القدس».
كذلك، ردّت الحركة على تلك التهديدات ببيان على موقعها الرسمي، معتبرة أنها «لن تُرهب شعبنا. وأي حماقة ستُواجَه بقوة وحزم»، مؤكدة أن «تهديدات نتنياهو للشيخ صالح العاروري جوفاء. لم ولن تنجح في إضعاف المقاومة»، ودعت العدو الإسرائيلي «إلى أن يعي أن أي مساس بقيادة المقاومة سيواجَه بقوة وحزم».
وظهر العاروري، في وقت لاحق، وهو يرتدي البدلة العسكرية، ويجري مكالمة هاتفية وأمامه ثلاثة هواتف، وعلى طاولته بندقية متطورة. وعلّق مراسل قناة «كان» العبرية، أليئور ليفي، على الصورة قائلاً: «عقب تهديدات باغتياله، انتبهوا إلى طريقة التقاط صالح العاروري للصور، وحرصه على إظهار ما هو معروض على الطاولة، عادة لا يميل العاروري إلى نشر صور عسكرية». وعلّقت أيضاً صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية على الصورة قائلة: «مهندس العمليات، هذا هو المسؤول الكبير في حماس الذي هدّده نتنياهو في جلسة الحكومة».
إلى ذلك، وعلى رغم التركيز على شخصية العاروري، إلا أن التحذيرات في الإعلام الإسرائيلي متعدّدة من تبعات أي عملية اغتيال، إذ قالت صحيفة «مكور ريشون» إن «حماس منتشرة في بنيتها التحتية ليس فقط في غزة، بل لديها القدرة على المواجهة في الضفة، وأيضاً إطلاق الصواريخ من لبنان، وبالتالي ربط ثلاث ساحات - لماذا تدخل إسرائيل في مثل هذا الكمين؟ في نهاية المطاف، كل ما تريده حماس هو إحراج إسرائيل - عندما نرد ضد غزة، ثم تُطلق حماس الصواريخ من لبنان، وماذا بعد ذلك؟ هل سنهاجم لبنان؟ الجواب هو لا على الإطلاق - حماس تعرف ذلك وهي تتلاعب بإسرائيل، ومن المؤسف أن تنجرّ إسرائيل إلى هذه اللعبة».
ميدانياً، أجرت المقاومة الفلسطينية، صباح أمس، تجربة صاروخية باتجاه البحر، ضمن معركة «الإعداد» لتطوير قدراتها العسكرية وزيادة دقّتها.