صنعاء | فشل المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، في خلال جولته الأخيرة في اليمن، في زيارة مدينة صنعاء، بعدما لم تفلح زيارتاه إلى مدينتَي عدن ومأرب في تحقيق أيّ خرق في جدار الملفّ الإنساني. إذ ربط رئيس «المجلس الرئاسي»، رشاد العليمي، خلال لقائه غروندبرغ في عدن، صرف المرتبات باستئناف إنتاج النفط الخام لتعزيز الموقف المالي لحكومته، ليردّ نائبه، رئيس «المجلس الانتقالي الجنوبي»، عيدروس الزبيدي، على ذلك بالقول إن «النفط ملك لشعب الجنوب، وليس من حق حكومة معين عبد الملك الموافقة على مطالب» صنعاء، متوعّداً بإفشال أيّ تفاهمات في هذا الشأن. وعلى إثر ذلك، غادر غروندبرغ إلى أبو ظبي، حيث التقى المستشار الديبلوماسي للرئيس الإماراتي، أنور قرقاش، في محاولة لدفع المساعي التي يقودها قدماً. وإلى جانب قرقاش، التقى المبعوث الأممي، في العاصمة الإماراتية أيضاً، محافظ شبوة، عوض الوزير العولقي، بعدما كان اصطدم في مأرب، كما في عدن، بموقف عضو «الرئاسي»، سلطان العرادة، الرافض لإبرام أيّ تفاهمات بخصوص المرتبات. ووفقاً للمعلومات، فقد اشترط العرادة «موافقة الحوثيّين على حوار شامل» يستند إلى «المرجعيات الثلاث» المتمثّلة في قرارات مجلس الأمن، والمبادرة الخليجية، ونتائج الحوار الوطني الذي انعقد في عامَي 2013 و2014.
في هذا الوقت، أفيدَ عن استئناف المفاوضات بين صنعاء والرياض، بوساطة مسقط، في إطار مساعي السلطنة لإنهاء حالة الشد والجذب في الملف اليمني. وأكد عضو المكتب السياسي لحركة «أنصار الله»، علي القحوم، قبل أيام، استئناف الوساطة العمانية جهودها لتجاوز التعثر في الملف الإنساني، مؤكداً أنه «لا مساومة على مطالب صنعاء، وخاصة المرتبات، كون ذلك يشكل مدخلاً هاماً للسلام». وعلى رغم مضيّ أسبوعين على زيارة الوفد العماني إلى العاصمة اليمنية الشهر الماضي، والتي بحث خلالها الترتيبات لعقد جولة مفاوضات مقبلة، إلّا أنه لا بوادر خروقات إلى الآن، لا بل إن زيارته غروندبرغ إلى صنعاء تأجّلت، كون الأخيرة تراها بلا جدوى.
على خطّ موازٍ، يعقد مجلس الأمن الدولي، منتصف الأسبوع المقبل (11 أيلول)، جلسة مشاورات مغلقة بشأن اليمن، يستمع خلالها إلى إحاطة من المبعوث الأممي حول نتائج اللقاءات التي أجراها خلال الأسابيع الماضية مع الأطراف اليمنية والإقليمية المعنيّة، وكذلك إلى إفادة ممثّل مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، ديفيد غريسلي، حول الوضع الإنساني المتفاقم في اليمن، في ظلّ تراجع الكثير من البرامج الإنسانية جراء نقص التمويل، وغيره من القيود والمخاطر التي تعيق العمل الإغاثي.