كمين طولكرم، في مدلولاته العسكرية، لا يقلّ أهمية عن تفجير ناقلة النمر في جنين في 20 حزيران الماضي
من وجهة نظر عسكرية، إن جيش العدو حاول «تسخيف الحدث والتكتّم على خسائره البشرية قدر المستطاع، لكن امتلاك المقاومين للدلائل المادّية مثل متعلّقات الجنود القتلى والجرحى وهواتفهم، وآثار الدماء، أجبرهم على الاعتراف»، وفقاً لما يقوله الباحث السياسي، مجد ضرغام، مضيفاً، في حديثه إلى «الأخبار»، أن «الاحتلال يتبع منهجية إعلامية موحّدة في التعاطي مع عمليات المقاومة المؤثّرة، وهي تسخيف أيّ إنجاز، والتكتّم على أعداد القتلى والإصابات، لأن الإعلان الصادق عن الخسائر البشرية يهزّ الروح المعنوية للجنود، ويحرج المؤسّسة الأمنية أمام الجمهور الداخلي، ويفتح المجال أمام المعارضين لتوجيه الانتقادات إلى الائتلاف اليميني المهزوز أساساً (...) وفي المقابل، يرفع الروح المعنوية لخلايا المقاومة، ويعزّز قناعة الشارع بجدوى هذا الخيار في زيادة تكلفة المشروع الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة».
في دوره، يرى المحلّل السياسي، عمرو الخضري، أن المقاومة استطاعت أن تثبّت، في المرحلة الأخيرة، معادلة المقاومة الدفاعية في شمال الضفة، مضيفاً، في حديثه إلى «الأخبار»، أن «ضربة طولكرم برهنت أن الحالة الثورية في شمال الضفة تثبّت أقدامها وتتصاعد بوتيرة مناسبة جدّاً لحجمها... وتحاول التركيز على القدرات الدفاعية لحماية هذه النواة من الاجتثاث، وعلى رفع تكلفة المخطّطات الإسرائيلية ضدّها وإجهاضها (...) كمين طولكرم في مدلولاته العسكرية، لا يقلّ أهمية عن تفجير ناقلة النمر في جنين في 20 حزيران الماضي، وهو يؤكد أن الحالة الثورية في طولكرم، تسير بخطى متسارعة لاستنساخ حالة جنين». ويعتقد الخضري أن حدّة المقاومة في الضفة «تُبقي باب الأمل مفتوحاً بوجود لاعب فاعل في المشهد، ينشط في أشدّ البيئات خصوصية في الفهم الأمني والعقائدي والسياسي الإسرائيلي، ويؤدي دور عرقلة مشاريع التصفية للقضية الفلسطينية كلّها وإنهائها».