القاهرة | في وقت فشلت فيه جهود إرساء «هدنة إنسانية» في قطاع غزة، تزايد التوتر في ما بين القاهرة وتل أبيب، على وقع ما يبدو أنها أخطاء عسكرية متكرّرة، آخرها في طابا ونويبع. وبحسب البيانات الرسمية المصرية، فإن طائرة مجهولة من دون طيار سقطت بجوار مستشفى طابا بالقرب من الحدود المصرية - الإسرائيلية، أمس، ما أدّى إلى إصابة 7 أشخاص نُقلوا لتلقّي العلاج، في حين انفجر مقذوف في مدينة نويبع وتسبّب بإصابة 6 آخرين.وأتت هذه التطورات فيما عاد التواصل المصري- الإسرائيلي برعاية أميركية، من دون أن يسفر عن أيّ اختراق «إنساني»، إذ إن الاتصالات التي كانت اقتربت من هدنة لمدّة يوم واحد من أجل إدخال المساعدات، تراجعت آفاقها بشكل كبير بعد وقت قصير، وسط عدم التوصّل - حتى الآن - إلى اتفاق بشأن الأسرى، فضلاً عن تكثيف العدو غاراته على قطاع غزة، وتلويحه بـ«توسيع عمليات» القوات البرية. وتعزو مصادر مطّلعة، في حديث إلى «الأخبار»، هذا الفشل إلى «التعنّت الإسرائيلي في المفاوضات واستمرار رفض إدخال الوقود»، على الرغم من أن إدخاله بات مطلباً تلحّ عليه أيضاً منظّمات الإغاثة العاملة في القطاع.
وبخصوص حادثتَي طابا ونويبع، قال مصدر سيادي مصري إنه «بمجرّد تحديد وجهة الإطلاق، فإن كلّ الخيارات متاحة للتعامل معها، ومصر تحتفظ لنفسها بحق الردّ في التوقيت المناسب»، بحسب بيان وُزّع على وسائل الإعلام المصرية، بالتزامن مع تحرّكات عسكرية مكثّفة في المنطقة، وزيادة مراقبة أنظمة الدفاع الجوي، واستنفار عسكري على الشريط الحدودي المحاذي للحدود الشرقية بالكامل. وتقول المصادر إن «الوضع الراهن يتطلّب استنفاراً عسكرياً غير مسبوق في هذه المنطقة، خاصة في ظلّ التهديدات المتزايدة»، مؤكّدة في الوقت نفسه أن القاهرة لا تزال ملتزمة بـ«اتفاقية كامب ديفيد» في ما يتعلّق بالأسلحة والقوات، وأنه يجري التنسيق مع الجانب الإسرائيلي في ما يتعلّق بالتعزيزات، وذلك بمشاركة أميركية.
وسرى، أمس، حديث عن أن «الطائرة والصاروخ اللذيْن سقطا في طابا ونويبع كانا يستهدفان مدناً إسرائيلية لكنهما أخطآ هدفهما»، وأن «عملية تتبّع دقيقة جرت من قِبل أجهزة الاستخبارات لتحديد مواقع الإطلاق بجانب تحليل البقايا التي عُثر عليها»، رجّحت التقدير المذكور. وفي الاتجاه نفسه، ادّعت وزارة الخارجية الإسرائيلية، مساء أمس، أن «الصواريخ والطائرات المُسيّرة التي ضربت مصر اليوم (أمس) أطلقها الحوثيون على إسرائيل». لكنّ مصادر في صنعاء نفت أن تكون الأخيرة مسؤولة عن ذلك.