وكانت «قسد» قد رفضت السماح بعبور موكب للشيخ الهفل من كردستان - العراق في اتجاه مناطق سيطرتها، وأصرّت على اعتبار مقاتلي العشائر من «المخربين»، مبرّرة ذلك بالأسباب الأمنية، نتيجة وجود اضطرابات في منطقة وجود مشيخة قبيلة العكيدات، في بلدة ذيبان، في الريف الشرقي لدير الزور. وهنا، تؤكد مصادر عشائرية، في حديث إلى «الأخبار»، أن «قسد نجحت في إقناع الأميركيين بأن هجمات مقاتلي العشائر تتمّ بدعم كامل من الحكومة السورية والإيرانيين، ما أدى إلى تجميد المفاوضات مع الشيخ مصعب الهفل، وطرح إمكانية دمج مقاتليه مع قسد والمشاركة في مؤسّساتها المدنية والعسكرية»، رافضةً «اتّهامات قسد بأن مقاتلي العشائر ينتمون إلى أيّ جهة كانت، فهم يمثّلون نضال ومقاومة أبناء العشائر في وجه ممارسات قسد». ومع ذلك، تعتقد المصادر أن «طريق تعامل قسد مع الاحتجاجات ضدّها ترتدّ سلباً عليها، وتدفع المزيد من أبناء العشائر إلى الانضمام إلى المقاتلين العشائريين، في ظلّ تسجيل العديد من حالات الانشقاق من قبل عناصرها، وانتقالهم إلى صفوف جيش العشائر والقبائل»، مؤكدةً أن «مقاتلي العشائر مستمرّون في هجماتهم إلى حين تحقيق هدفهم في إخراج قسد من كامل المنطقة، وتركها لأهلها»، منبّهةً إلى أن «ديوان قبيلة العكيدات في الوطن العربي هو في بلدة ذيبان، ومن يمثّله أولاد عبود الهفل، مصعب وإبراهيم، وكلّ شخص خارج هذا الديوان لا يحق له تمثيل القبيلة في أيّ محفل أو اجتماع».
تؤكد مصادر عشائرية، لـ«الأخبار»، أن «قسد» نجحت في إقناع الأميركيين بأن «هجمات مقاتلي العشائر تتمّ بدعم كامل من الحكومة السورية والإيرانيين»
من جهتها، أعلنت «قسد»، عبر مركزها الإعلامي، عقد اجتماع موسّع مع ممثّلين عن «التحالف الدولي»، وشيوخ ووجهاء قبيلة العكيدات، لبحث الأوضاع في دير الزور. وقالت، في بيان، إن «الاجتماع بحث محاولات بثّ الفتنة عبر رفع أطراف من الخارج شعار تمثيل العشائر»، مشيرة إلى «رفض شيوخ ووجهاء مشاركين في الاجتماع تقرير مصير عشائرهم من قبل تلك الأطراف الخارجية وتدخلها في شؤون المنطقة»، وتأكيدهم «دعمهم لقسد التي يتشكّل عمادها من أبناء المنطقة». ولفتت إلى أن «شيوخ ووجهاء القبيلة طالبوا التحالف بزيادة دعم قسد للتصدّي للمسلّحين التابعين لقوات حكومة دمشق التي تسعى إلى نشر الفوضى والبلبلة في المنطقة». كما نشرت «قسد» على صفحة «المركز الإعلامي» التابع لها، ما قالت إنها «اعترافات لمرتزقة تابعين للنظام السوري شاركوا في أحداث دير الزور»، معلنةً أنها «ألقت القبض على عدد من الأشخاص الذين تسلّلوا من مناطق سيطرة النظام السوري إلى مناطق قسد في دير الزور، لمهاجمة هذه المناطق، وضرب الأمن والاستقرار فيها».
بدوره، كشف القائد العام لـ«قسد»، مظلوم عبدي، في تصريحات إلى موقع «المونيتور» الأميركي، أن «الولايات المتحدة أبلغتهم رسمياً بأنها لن تنسحب من المنطقة بسبب التوترات الأخيرة التي تشهدها»، في إشارة إلى تصاعد هجمات المقاومة ضدّ القواعد الأميركية في كلّ من سوريا والعراق، لافتاً إلى أن «إيران تسعى إلى إخراج القوات الأميركية من سوريا، وهو هدف أساسي ومشترك مع النظام السوري وتركيا». ورأى عبدي أن «ردّ الولايات المتحدة على الهجمات الأخيرة، ليس له التأثير الرادع المطلوب»، مشيراً إلى أنهم «لا يريدون أن تصبح مناطقهم ساحة معركة بين واشنطن وطهران».