الحسكة | بعدما أحصى مراسل قناة «فوكس نيوز» الأميركية لشؤون الدفاع، لوكاس توملينسون، 100 هجوم على القواعد الأميركية في كل من سوريا والعراق، منذ الـ 17 من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، أعلنت «المقاومة الإسلامية في العراق» استهداف أربع قواعد في سوريا خلال يوم السبت، هي: «كونيكو» و«العمر» في ريف دير الزور، بالإضافة إلى «خراب الجير» و«المالكية» في ريف الحسكة، فضلاً عن «عين الأسد» في العراق، ليرتفع عدد الهجمات إلى 103. وتزامنت هذه العمليات مع إعلان وزارة الدفاع الأميركية عن زيارة قام بها قائد القيادة المركزية الأميركية، الجنرال مايكل كوريلا، إلى سوريا والعراق. إذ قال «البنتاغون»، في بيان، إن كوريلا «سافر إلى العراق وسوريا للقاء القادة الرئيسيّين والقوات الشريكة وأعضاء الخدمة الأميركية هناك، والحصول على تقييم شامل لتقدمنا في مهمة هزيمة داعش، والموقف من حماية قواتنا». وبالتوازي مع ذلك، كشفت قناة «CNN» الأميركية أن «قاعدة عين الأسد تعرّضت لهجوم أثناء زيارة قائد القيادة المركزية الأميركية لها»، من دون تقديم تفاصيل أخرى. وأعلنت «قوات سوريا الديموقراطية» (قسد)، من جهتها، في بيان، أن «دورية تابعة لقواتنا عثرت على قاعدة تضم منصات إطلاق صواريخ في محيط مدينة الشدادي في ريف الحسكة». وأشارت إلى أن «الدورية كانت تبحث عن مصادر استهداف القواعد المشتركة لقسد والتحالف الدولي، والتي عادة ما تهدد حياة السكان»، مضيفة أن «القوات عثرت أيضاً، في عملية استباقية، على صهريج معدل، مجهز بقواعد لإطلاق الصواريخ في ريف دير الزور الغربي، وذلك لاستهداف القواعد الأميركية القائمة في ريف دير الزور».
ويستبطن إعلان «قسد» إقراراً بقدرة المقاومة على نقل عملياتها من الحدود السورية - العراقية، إلى داخل مناطق سيطرة «الإدارة الذاتية»، والتي تعدّ معاقل نفوذ للأميركيين في سوريا. كما أن وجود قواعد كهذه يدلّ على احتمال ارتفاع وتيرة عمليات المقاومة، التي باتت قادرة الآن على استهداف القواعد الأميركية في سوريا، من ثلاث مناطق هي: الحدود السورية - العراقية، ومناطق سيطرة الجيش السوري، ومناطق «قسد». ويؤشّر ذلك، أيضاً، إلى تمكّنها من تشكيل مجموعات تابعة لها داخل تلك المناطق، ما يعني ارتفاع الخطر على الوجود الأميركي غير الشرعي، وتعاظم إمكانية استهداف الأميركيين بعمليات برية. ولعل ذلك هو ما يفسر حرص الأميركيين على تنفيذ مناورات بالذخيرة الحية تحاكي هجوماً برياً على قواعدهم، في كل من الحسكة ودير الزور.
وكانت المقاومة قد تمكّنت، في الأسبوع الأخير فقط، من استهداف ثلثي القواعد الأميركية في شرق سوريا وجنوبها، من خلال نجاحها في الوصول إلى «العمر» و«كونيكو» في ريف دير الزور، و«الشدادي و«المالكية» و«خراب الجير» و«تل بيدر» في ريف الحسكة، و«الركبان» و«التنف» في الجنوب على مثلث الحدود السورية - العراقية - الأردنية. في المقابل، يواصل الأميركيون عمليات تعزيز قواعدهم خشية وقوع خسائر بشرية في صفوف عناصرهم، وخاصة بعد تأكيد إصابة ما لا يقل عن 70 جندياً، ومقتل متقاعد في قاعدة «عين الأسد» في العراق، إثر «أزمة قلبية تعرّض لها»، مع بداية الهجمات الأخيرة في شهر تشرين الأول.
وفي هذا الإطار، هبطت طائرتا شحن تحملان معدات وأسلحة وكاميرا مراقبة ومعدات خاصة بتعزيز منظومات الدفاع الجوي، في قاعدة «مطار خراب الجير» في ريف الحسكة، وذلك تزامناً مع وصول دفعات من الأسلحة والمعدات براً من كردستان العراق إلى القواعد القائمة في دير الزور والحسكة.
باتت المقاومة قادرة الآن على استهداف القواعد الأميركية في سوريا، انطلاقاً من ثلاث مناطق


كما أن زيارة الجنرال كوريلا لسوريا والعراق، جاءت لرفع معنويات الجنود الأميركيين الذين أصيب عدد منهم بحالات انهيار عصبي، ناتجة من عدم القدرة على الوصول إلى الملاجئ أثناء الهجمات. وإضافة إلى ما تقدّم، توضح مصادر ميدانية، في حديث إلى «الأخبار»، أن «زيارة كوريلا كانت بهدف رئيسيّ هو الاطلاع على فعالية التجهيزات والمعدات التي جرى نصبها لإحباط هجمات المقاومة، ومنع الأخيرة من تحقيق أهدافها»، مضيفة أن الزيارة تهدف أيضاً إلى «التأكيد على استمرارية الوجود الأميركي في البلدين، وعدم الخضوع لإرادة المقاومة المدعومة من إيران في الخروج منها».
وتتابع المصادر أن «كوريلا أبلغ شركاءه أن الوجود الأميركي مستمر، وأن النقاش قائم مع الجميع لبحث آلية لوقف هذه الهجمات، وخاصة مع الجانب العراقي»، مضيفة أن «وجهة النظر الأميركية لا تزال تركز على توجيه ضربات إلى المقاومة لردعها ووضع حدّ لهجماتها ضد المصالح الأميركية في المنطقة». وترجّح استمرار «هجمات المقاومة التي تجاوزت الـ 100 في كل من سوريا والعراق خلال الشهرين الفائتين، بزخم أكبر، طالما أن الولايات المتحدة تواصل تقديم الدعم المفتوح للعدو الإسرائيلي في حربه على أهالي قطاع غزة»، مؤكدة أن «المقاومة باتت تملك خبرة جيدة في عمليات الاستهداف، التي لم يعد سراً أن بعضها بات يُنفّذ من داخل مناطق النفوذ الأميركي، وهو ما يعدّ رسالة واضحة بأن المعادلات الميدانية قد تتغيّر وفق ما تراه المقاومة مناسباً».