رام الله | نفذ جيش الاحتلال، أمس، عملية عسكرية في مخيم الفارعة، جنوب محافظة طوباس، استمرت لنحو 4 ساعات، بهدف ملاحقة عدد من المقاومين. وقالت مصادر محلّية، لـ«الأخبار»، إنّ القوات الخاصة الإسرائيلية تسلّلت، في ساعات الصباح الأولى، إلى المخيم، واحتلت منزلاً تقطنه مجموعة من النساء. ولدى اكتشاف تلك القوات أنّ مجموعة من المقاومين كانت متحصّنة داخل المنزل المقابل لها، اندفع عناصرها إلى داخل المخيم، حيث دارت اشتباكات مسلّحة عنيفة مع المقاومين، ما أسفر عن اعتقال 4 شبان، بعدما أصيب ثلاثة منهم بالرصاص الحيّ. وطبقاً للمصادر نفسها، وعلى إثر قصف المنزل الذي لجأ إليه المقاومون بقذائف «إنيرغا»، تمّ الاعتداء على أحد الشبان الذي تعرّض لإصابة في يده، وهو أنس سوالمة، داخل سيارة الإسعاف، واختطافه، فيما نُقل الشابان الآخران، اللذان أصيب أحدهما بصدره، والآخر في قدميه، إلى «مستشفى طوباس الحكومي» لتلقّي العلاج.وخلال تصدّيهم لآليات الاحتلال، استخدم المقاومون عبوات ناسفة شديدة الانفجار، متسبّبين بتعطيل آلية واحدة على الأقل، ما اضطرّ جيش العدوّ إلى سحبها من المخيم. وفيما أَسقطت المقاومة طائرتَين مسيّرتَين فوق المخيم، صادرت قوات الاحتلال إحدى المركبات، التي قال مواطنون إنها تعود إلى أحد المقاومين المطلوبين. وكان الجيش الإسرائيلي قد كثّف، في الأيام الماضية، عمليات اقتحامه الواسعة لمخيم الفارعة، الصغير نسبياً، ونفذ اغتيالات بالطائرات المسيّرة فيه، في محاولة لاحتواء حالة المقاومة المتصاعدة هناك مع انضمام العديد من الشبان إلى صفوفها، ما انعكس ارتفاعاً في عدد الشهداء إلى 12.
في غضون ذلك، سُجلت عمليتان فدائيتان، أسفرت إحداهما، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية، عن استشهاد الشاب عمرو عبد الفتاح أبو حسين برصاص الاحتلال، عند مدخل وادي الشاجنة شرق مدينة دورا، جنوب الخليل. وبحسب ما أعلنه جيش العدو، فإن جنوده أطلقوا النار على المركبة التي كان يقودها الشاب، بعد قيام الأخير بعملية دهس أدت إلى إصابة 5 جنود، وُصفت حالة أحدهم بأنها «خطيرة». وعلى هذه الخلفية، فرضت القوات الإسرائيلية طوقاً في مكان وقوع العملية والمناطق المحيطة بها، فيما منع الجنود سيارات الإسعاف من الاقتراب، وأغلقوا الشوارع أمام الفلسطينيين. كما اقتحم جيش العدو وادي الشاجنة في مدينة دورا، واعتدى على الأهالي، مطلقاً الرصاص المطاطي وقنابل الغاز في اتّجاه المنازل والمحال التجارية. وجاءت عملية الدهس هذه بعد ساعات قليلة من إقدام الشاب أحمد عليان، من جبل المكبر، على طعن عنصر أمن ومجندة في وحدة «حرس الحدود» الشرطية عند حاجز مزموريا، قرب بيت لحم، حيث استشهد في المكان نفسه. وكان عليان، وهو ابن عم الشهيد بهاء عليان، قد وصل بسيارته إلى الحاجز، وطعن المجندة أولاً ثم حارس الأمن، قبل أن يطلق الجنود النار عليه، طبقاً للرواية الإسرائيلية.
وقعت عمليتا بيت لحم والخليل في ذروة الاستنفار الأمني الإسرائيلي الذي تشهده الضفة


واللافت أنّ عمليتَي بيت لحم والخليل وقعتا في ذروة الاستنفار الأمني الإسرائيلي الذي تشهده الضفة، والذي لم يمنع المقاومة من تنفيذ عدة عمليات إطلاق نار، استهدف أبرزها، خلال الساعات الماضية، حاجز سالم العسكري، المتاخم لمدينة جنين، ونقطة جرزيم في مدينة نابلس، فضلاً عن اشتباك عدد من المقاومين مع قوات الاحتلال في قلقيلية وكفر عقب شمال المدينة، ومخيم بلاطة في نابلس، ومخيم عين السلطان في مدينة أريحا. وإذ انسحب هذا الاستنفار أيضاً على مدينة القدس، فقد شهدت الأخيرة، بدورها، أكثر من عملية طعن وإطلاق نار منذ بدء الحرب على غزة قبل ثلاثة أشهر.
وفي مقابل تصعيد المقاومة لعملياتها، شهدت مدن وبلدات الضفة، فجر أمس، اقتحامات واعتقالات واسعة، كان أبرزها اقتحام مخيم بلاطة والمنطقة الشرقية من مدينة نابلس، حيث اندلعت اشتباكات مسلحة عنيفة على أكثر من محور. وفي هذا السياق، أفادت مصادر محلية، «الأخبار»، بأن قوّة كبيرة من جيش الاحتلال، ترافقها جرافة عسكرية، اقتحمت مخيم بلاطة جنوب شرق نابلس، وتمركزت في محيطه وعدد من شوارعه، ونشرت قناصتها على سطوح العديد من المباني وعلى مداخله، وفي قرية دير أبو مشعل، شمال غرب رام الله، وعمدت إلى تفتيش المنازل واعتقال عدد كبير من المواطنين.
وفي القدس، مُنع المصلّون، أمس، من الوصول إلى المسجد الأقصى، وجرى الاعتداء عليهم وسط إجراءات عسكرية مشدّدة، فيما أصيب العشرات من المقدسيين بحالات اختناق، في حيّ وادي الجوز، بعد استهدافهم بالرصاص المعدني المغلّف بالمطاط، وقنابل الغاز السام المسيّل للدموع. كما عمدت قوات الاحتلال إلى رشّ المصلّين بالمياه الكيميائية العادمة، وسط تحوّل المدينة، وتحديداً البلدة القديمة، إلى ما يشبه ثكنة عسكرية، نُشرت في أزقّتها عشرات الحواجز الحديدية. ونتيجة لذلك، لم يتمكن سوى 12 ألف مصلّ، من الوصول إلى «الأقصى».
كذلك، اقتحمت قوات الاحتلال مخيم قلنديا، شمال القدس، حيث تصدّت المقاومة لها، وتمّ الإبلاغ عن إصابة مواطن. وشملت عمليات الاقتحام أيضاً أحياء وقرى عدّة في محافظتَي رام الله والخليل وأريحا.