ووقع الانفجاران قرابة الساعة الثالثة من بعد ظهر يوم أمس، بالقرب من مرقد سليماني، والمعروف بـ»روضة الشهداء». ونقلت وكالة «تسنيم» المقربة من «الحرس الثوري»، عن مصادر في كرمان، قولها إنه كانت هناك حقيبتان مفخّختان عند مدخل «الروضة». وعلى ما يبدو، فإن منفّذ أو منفّذي هذا الهجوم قام/وا بتفجير القنابل عن بعد. ووفق ما ذكرت وكالة «مهر»، فإن «أحد الانفجارَين استهدف القوى الأمنية المنظِّمة لمراسم إحياء ذكرى استشهاد سليماني»، فيما نسب التلفزيون الرسمي الإيراني إلى رئيس الطوارئ الطبية في كرمان، قوله إن الانفجارَين ناجمان عن عبوتَين مفخختَين وضعتا في مقبرة كرمان، على الطريق المؤدّي إلى مرقد سليماني. وذكر التلفزيون أن بعض المصابين سقطوا من جراء التدافع عقب الانفجارَين. وحتى مساء أمس، لم تعلن أيّ جهة أو جماعة مسؤوليتها عن حادثة كرمان، علماً أن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي رفض التعليق عليها، قائلاً: «(إنّنا) نركّز على الحرب ضدّ حماس».
أكد المرشد الأعلى أن الرد على انفجارَي كرمان سيكون قاسياً
وفي إطار ردود الفعل الإيرانية، أكد المرشد الأعلى أن «الرد على انفجارَي كرمان سيكون قاسياً، وجنود طريق قاسم سليماني لن يحتملوا الجريمة»، فيما حذّر الرئيس الإيراني الكيان الصهيوني من أنه «سيدفع ثمن جريمة كرمان غالياً بما يدفعه إلى الندم». وفيما قال قائد «قوة القدس» إن «هجوم كرمان الآثم تم تأمينه عن طريق أميركا والكيان الصهيوني»، سارعت وزارة الخارجية الأميركية إلى التأكيد أن واشنطن «ليست ضالعة بأي شكل في انفجارات إيران»، وأنه «لا سبب للاعتقاد بضلوع إسرائيل فيها»، ليعود كيربي ويؤكد هو أيضاً عدم ضلوع بلاده، قائلاً في الموازاة إنه «ليست لدينا أيّ مؤشرات على تورّط إسرائيل في الانفجار الأخير في إيران بأيّ شكل من الأشكال». ومن جهته، وصف وزير الداخلية الإيراني، أحمد وحيدي، في مقابلة مع التلفزيون الرسمي الإيراني، الواقعة بأنها «مؤامرة»، مؤكداً أن القوات العسكرية والأمنية الإيرانية «ستصفع الأعداء». ومنذ اللحظة الأولى، بدا أن ثمّة في إيران مَن يربط انفجار كرمان بالحرب في غزة واغتيال كلّ من القيادي موسوي في سوريا، والقيادي العاروري في بيروت، على يد إسرائيل. وفي هذا الإطار، قال النائب في البرلمان الإيراني، حسين جلالي، في تصریح صحافي، إن «مثل هذه الأحداث لا تخلو من صلة بالجرائم المرتكبة في غزة»، مضيفاً أن «الحادث وراءه العدو، وإسرائيل بالتأكيد أحد عوامله». وتابع: «وكما أن إسرائيل لا تستطيع هزيمة حماس وتقوم بدلاً من ذلك بقتل النساء والأطفال، فإن عملاء إسرائيل يرتكبون اليوم هذه الجريمة».
وفي ما بدا تعليقاً لافتاً، أكدت وزارة الخارجية السعودية رفض المملكة وإدانتها للتفجيرات الإرهابية التي استهدفت المدنيين في الجمهورية الإسلامية الإيرانية. وعبّرت، في بيان، عن «خالص تعازيها ومواساتها وتضامنها مع إيران في هذا الحدث المؤلم، مع تمنياتها للمصابين بالشفاء العاجل».
وكانت آخر عملية إرهابية شهدتها إيران قد نُفّذت في الـ13 من آب من العام الماضي في مرقد «شاهجراغ» في مدينة شيراز جنوب البلاد، وأسفرت عن مقتل شخصين. وقبل بضعة أشهر، وقعت عملية إرهابية مماثلة في شاهجراغ، قتل فيها 13 شخصاً، وأعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عنها.