والجدير ذكره، أن «الفرقة 36»، التي أُسّست في عام 1954، هي واحدة من أهمّ وأكبر الفرق الميدانية الأربع التي كانت تعمل في القطاع، إذ وصفت صحيفة «إسرائيل اليوم» دورها، بأنه «الأهمّ» في خلال أشهر القتال الأخيرة، علماً أن الفرق الثلاث التي لا تزال تعمل في غزة، هي «الفرقة 162» في شمال القطاع، و»الفرقة 99» التي تسيطر على محورَي صلاح الدين والرشيد بين الشمال والجنوب، و»الفرقة 98» التي تهاجم خانيونس جنوباً.
«الفرقة 36» هي واحدة من أهمّ وأكبر الفرق الميدانية الأربع التي كانت تعمل في القطاع
ومن وجهة نظر المقاومة، فإن «الفرقة 36» تعرّضت، خلال الشهر الأخير، لضربات مركّزة ونوعية، ساهمت في تبديد تسلسل الهرم القيادي فيها، الأمر الذي أَجبر جيش الاحتلال على سحبها لإعادة التنشيط والهيكلة مجدداً. ويقول مصدر مقرّب من المقاومة، إن «عنوان التنشيط والتدريب هو غطاء للدافع الحقيقي، وهو الخسائر الكبيرة وتضرّر المقدّرات اللوجستية من دبابات وجرافات للفرقة. تتبُّعنا لعمليات سحب الألوية يؤكد أن مَن يُسحب لا يُعاد مجدداً، حيث إن لواء غولاني انسحب من الشجاعية وجباليا بعد 60 يوماً من القتال، تمكّنت فيها المقاومة من المسّ بالبناء الهيكلي للّواء، ما عطّل سلالة تبادل المهامّ بين الجنود والقادة، ودفعه ذلك إلى الانسحاب. وكذلك الأمر بالنسبة إلى لواء المظلّيين الذي عمل في شمال القطاع، وتم سحبه ولم تكن هناك إعادة انتشار له».
أيضاً، بالنسبة إلى المقاومة، فإن القتال والزخم العملياتي يحافظان على حدّتهما بالمقتضى الذي يواصل رفع تكلفة العملية البرية، بمعزل عن المؤشرات التي تحملها خطوات سحب الألوية المتتابعة. وفيما أعلن وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، أن العملية البرية انتهت في شمال غزة، وستنتهي في جنوب القطاع في غضون وقت قصير، كانت «القسام» تنشر مقطعاً مصوّراً لجنود العدوّ ومستوطنيه الأسرى لديها، يطالبون فيه باستعادتهم أحياء، في تثبيت لفشل المناورة البرية من تحقيق إحدى أهمّ دعائم نجاحها، وهو استعادة الأسرى. كذلك، أعلنت «الكتائب»، مساء أمس، مقتل الأسيرَين الإسرائيليَّين يوسي شرعابي، وتايس فريسكي، في القصف الإسرائيلي على غزة، وهو ما اعترف به جيش الاحتلال، مدّعياً أنّ «المختطفين الذين ظهروا في فيديو حماس لم يقتلوا بنيران قواتنا، لكننا استهدفنا أماكن قريبة منهم».