«كتائب حزب الله» أمهلت السوداني وقتاً محدّداً لإنهاء الوجود الأجنبي
وعلى المستوى نفسه، يرى عضو «مركز الهدف للدراسات السياسية» (وهو أحد المراكز المقرّبة من «كتائب حزب الله»)، مؤيد العلي، أن البيان الأخير للأمين العام لـ«الكتائب»، أحمد الحميداوي، «يمكن تلخيصه بعدة نقاط، منها تعليق العمليات ضد أميركا في العراق وسوريا، وهو ليس إيقافاً نهائياً، واستمرار العمليات ضد الصهاينة، ولو بشكل وطرق أخرى». ويعتقد العلي أن «الاستقلالية في اتخاذ القرارات تتلاءم مع التوجّه الشرعي والإنساني في نصرة المستضعفين ومواجهة المستكبرين»، لافتاً إلى أنه «جرى إعطاء المساحة الكافية للحكومة في المباحثات مع الجانب الأميركي، لأن تعليق الضربات يمنع أميركا من إيجاد المبرّرات لعرقلة المباحثات». ويعتبر أن البيان «جاء لإسكات الأصوات التي تتّهم المقاومة بعرقلة تلك المباحثات»، مضيفاً أن «توقيته مهم لتقليل زخم التهديدات الأميركية في الرد على استهداف القاعدة الأميركية في شمال شرق الأردن».
أما أبو الحسن المكصوصي، وهو محلل مهتم بشأن حركات المقاومة، فيرى أنه «إذا أخذنا بالظاهر، والذي يؤثر كثيراً في قناعات الرأي العام الداخلي العراقي، فإن إعلان الحكومة العراقية الاتفاق مع أميركا على تشكيل لجنة عسكرية مشتركة لإنهاء وجود قوات التحالف الدولي في العراق، وتعهّد رئيس الحكومة، محمد شياع السوداني، بتحقيق هذا الهدف خلال دورة حكومته الحالية، يستلزم تعليق عمليات المقاومة الإسلامية ضد هذه القوات، وهو أمر حصل عام 2011، وكان بطلب من أميركا ذاتها لتحفظ صورتها الإعلامية». ويلفت إلى أنه «بعد نحو 180 هجوماً على القواعد الأميركية في العراق وسوريا وبعض الأهداف في الكيان الإسرائيلي، تجد المقاومة الإسلامية العراقية نفسها أمام متغيّر جديد صنعته بنفسها من خلال عملياتها، وهو تحقيق الهدف الأساسي لعمل المقاومة الذي هو خروج الاحتلال، ولديها الآن تعهّدات حكومية بذلك. من هنا جاء بيان الكتائب الذي أشار إلى مراعاة وضع الحكومة العراقية خلال المفاوضات مع الأميركي». وبحسب المكصوصي، فإنه «بعد هذا الكمّ من العمليات التي نفّذتها المقاومة العراقية، فإن هدف مساندة غزة والمقاومة الفلسطينية تحقّق ولو بالحد المتاح، بالنسبة إلى الوضع العراقي على الأقل، والمساحة التي يمكن للمقاومة العراقية العمل فيها، خاصة أنها تواجه منذ حرب داعش، دعاية إعلامية ضخمة تكيل لها شتى الاتهامات وتحمّلها مسؤولية كل شيء. وكذلك، فهمت واشنطن ومعها الكيان الصهيوني أنها أمام محور مقاومة متكامل ولا يمكن بعد اليوم الاستفراد بمقاومة في بلد دون آخر».