القاهرة | وسط غياب ممثّلي العدوّ الإسرائيلي، تواصلت في القاهرة، أمس، المباحثات التي ضمّت الوسطاء المصريين والقطريين والأميركيين، في شأن الصفقة المقترحة لوقف إطلاق النار، بحضور وفد من حركة «حماس» في مصر. ورغم ما أوردته وسائل إعلام مصرية، أمس، عن وجود «تقدم ملحوظ»، إلا أن مصادر «الأخبار» تحدثت عن مراوحة المفاوضات مكانها، من دون الوصول إلى حلحلة للنقاط العالقة نفسها منذ جولة التفاوض الأولى، على رغم استمرار التواصل الافتراضي بين الوسطاء ومسؤولي دولة الاحتلال، فضلاً عن قنوات الاتصال المفتوحة بين المفاوضين المصريين ومسؤولين في الولايات المتحدة.وبحسب المعلومات، فإن الوسطاء العرب أكّدوا للمسؤولين الأميركيين استحالة تمكن «حماس» وباقي الفصائل من تسليم قائمة شاملة بالأسرى الـ 40 المتوقع الإفراج عنهم ضمن الصفقة التي تتضمن هدنة مدتها 6 أسابيع، وذلك «لأسباب لوجستية مرتبطة بعدم القدرة على حصر وضع جميع الأسرى، بسبب استهداف الاحتلال القطاع بشكل عنيف وصعوبة التواصل، سواء مع محتجزي الأسرى الموجودين لدى حماس أو مع محتجزيهم من باقي الفصائل». وطلب المسؤولون العرب من واشنطن الضغط على «تل أبيب»، من أجل الاكتفاء بمعلومات عن العدد مبدئياً، على أن يجرى بعد ذلك تقديم حصر بكلّ الأسرى الأحياء لإدخالهم في دائرة التفاوض، وهو ما يتمسّك الإسرائيليون برفضه بدعوى أنه «محاولة للتسويف وإطالة أمد التفاوض»، وفق مصادر مصرية شاركت في الاجتماعات المغلقة التي تجرى مع نظرائهم الإسرائيليين عبر دوائر مغلقة عن بعد.
إلا أن المباحثات التي تعقد في القاهرة لأكثر من 12 ساعة يومياً، فضلاً عن المباحثات الأخرى، تعتقد مصر أنها يمكن أن تحدث اختراقاً جدياً بشأن الصفقة. كما تحتمل القاهرة «بدء التهدئة في الأسبوع الأول من رمضان - وليس قبل الشهر كما كان متوقعاً -»، في حال نجاح الضغوط التي تمارس على إسرائيل، وخاصة أن المقاومة لم يعُد لديها ما يمكن أن تتنازل عنه، وهو أمر أخبر به المصريون والقطريون نظراءهم الأميركيين، أمس، بشكل واضح، وفق ما تدعي المصادر. وفيما لا يزال موعد وصول وفد الاحتلال إلى القاهرة للانخراط في التفاوض، غير محدد، يترقّب مسؤولون مصريون ردَّ فعل إيجابياً من إسرائيل بحلول مساء الثلاثاء أو الأربعاء على أقصى تقدير، معوّلين في جزء من هذا الترقب على «مدى نجاح ضغوط زيارة وزير الحرب بني غانتس لواشنطن، والتي تحظى بمتابعة مصرية مكثفة في الفترة الحالية».
وعلى خط موازٍ، هناك وفود مصرية وقطرية في الولايات المتحدة من أجل «القيام بدور في الضغط على الإدارة الأميركية لدفع إسرائيل نحو قبول التهدئة في أسرع وقت»، فيما يتحدث الأميركيون عن «الوضع خلال فترة التهدئة بشكل أساسي، ولا سيما بشأن عدم السماح بإحكام حماس وباقي الفصائل سيطرتها على القطاع»، الأمر الذي أعاد فتح النقاشات حول اليوم التالي لإيقاف الحرب، وهو ما يرى المصريون أنه «لا يزال من المبكر الخوض في تفاصيله، مع اقتصار الصفقة الحالية على هدنة لستة أسابيع فقط». وفي سياق متصل، استقبل وزير الخارجية المصري سامح شكري، كبيرة منسّقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في قطاع غزة سيغريد كاغ، للمرة الثانية، منذ توليها منصبها قبل أقل من شهرين، حيث سعى الوزير إلى «كسب موقف أممي داعم لعملية إسقاط المساعدات جواً، وطلب مساعدة أممية مالية لاستمرار تدفقها عبر هذا المسار، بمشاركة من عدة دول»، وفق المسؤولين.