■ أنتم مصرون على طرح خيار الفدرالية واليمن الجنوبي يميل للمطالبة بفك الارتباط، لماذا؟ - نحن لا نصر على شيء ولسنا من يفرض خياراً معيناً، فشعب الجنوب وحده صاحب القرار في تحديد مستقبله، نحن نجتهد ونسعى بمسؤولية، بعيداً عن النوازع الذاتية واختلاق البطولات، إلى تلمس الطريق المأمون والمضمون لإيصال شعب الجنوب إلى المحطة التي تمكنه من ممارسة حقه في الاختيار بطريقة سلمية حرة وديموقراطية. فهي حقوق تكفلها المواثيق الدولية ولا يستطيع أحد التنكر لها أو الاعتراض عليها. ونرى أن هذه المحطة هي اعادة صياغة الوحدة في دولة اتحادية بإقليمين يستعيد من خلالها شعب الجنوب قراره المحلي المؤسسي سياسىاً واقتصادياً وأمنياً واجتماعياً.
■ ما هي المعطيات التي تنطلقون منها في طرحكم لحل القضية الجنوبية؟
- ننطلق في رؤيتنا لحل القضية الجنوبية من عدة معطيات:
1- إن الوحدة أو فك الارتباط ستظل خيارات سياسية طوعية، شعب الجنوب وحده صاحب القرار فيها عبر الوسائل السلمية والديموقراطية الحرة.
2- إن حرب 1994 أسقطت الوحدة السلمية والطوعية التي اعلنت في 22 أيار 1990 بين الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية، وان الوضع القائم لا يمت للوحدة بصلة، فقد انتهكت فيه شراكة الجنوب كشعب وهوية وتاريخ وأرض وثروة.
3 - إن الجنوب لم يدخل الوحدة كمحافظات أو كحزب، بل دخلها كدولة مستقلة ذات سيادة معترف بهاً عضواً فاعلاً في المجتمع الدولي.
4- إن الحفاظ على وشائج الاخاء والمحبة والتعاون بين الشعب في الشمال والجنوب أهم من الوحدة او فك الارتباط، فهذه وسائل، أما الغايات فهي مصلحة الشعب في الجنوب والشمال على السواء في العيش الحر الكريم وفي الأمن والاستقرار. ولا يستطيع أحدهما الانغلاق أو الانعزال عن الآخر أو حجب انسياب المصالح الشعبية المتعددة بينهما، ولا سيما أننا نعيش في عصر تتداخل وتتكامل فيه مصالح شعوب العالم أجمع معرفياً وسياسياً واقتصادياً وأمنياً.
■ هل من الممكن توضيح تفاصيل طرحكم للفيدرالية؟
- تتلخص رؤيتنا لحل القضية الجنوبية في عدد من النقاط، في مقدمتها الإزالة الكاملة لآثار حرب صيف 1994، التي لحقت بالمؤسسات المدنية والأمنية والعسكرية لدولة الجنوب وبالممتلكات العامة والخاصة وبالحقوق والوكالات التجارية الخاصة لأبناء الجنوب وتعويض المتضررين تعويضاً عادلاً مع احترام المصالح المشروعة التي تكونت في الجنوب بعد حرب 1994، وإلغاء كل المصالح غير المشروعة والتي تكونت بقوة النفوذ واستخدام السلطة.
إن اعادة صياغة الوحدة في دولة اتحادية - فدرالية بدستور جديد من إقليمين شمالي وجنوبي بحدود 21 أيار 1990، بوصفه واحداً من أرقى أشكال الوحدة السياسية والوطنية، يقدم حلاً موثوقاً وعادلاً بعيداً عن المصالح الذاتية والفئوية والحزبية ومكوّناً أساسياً في حزمة الحلول والمخارج للحفاظ على الوحدة لضمان الأمن والاستقرار، وكشكل من أشكال رد الاعتبار لقيم الوحدة التي عصفت بها النوازع الإقصائية والفيدية (الغنيمة) القهرية اللاوحدوية. ولإعادة صياغة المشروع الوحدوي الحضاري وبنائه على أسس جديدة، لا بد من ضمانات دستورية لإثبات جديّة الجهود لمنع إعادة إنتاج الدولة الراهنة المهترئة ويتحدد مستقبل الوحدة في القدرة على المضي لبناء الدولة المدنية اللاأسرية واللافئوية واللاقبلية، السيادة فيها للدستور والقانون في عموم البلاد شمالاً وجنوباً على حدّ سواء، خلال فترة انتقالية محددة يتفق عليها، يعقبها استفتاء لأبناء الجنوب في تقرير مصيرهم.
■ ماذا عن التنسيق مع باقي التيارات الجنوبية؟
- في الوقت الذي نحترم فيه كل الاجتهادات والرؤيات، نحن على تواصل مستمر مع الجميع، ونرى أن جميع أبناء الجنوب شركاء في صنع مستقبل الجنوب، فوحدتهم شرط أساسي للانتصار والتقدم والنماء وللأمن والاستقرار مهما اختلفت او تباينت افكارهم ورؤياتهم السياسية وانتماءاتهم الاجتماعية، فالوحدة في اطار التنوع ستكون اقوى وأرسخ.
■ علي سالم البيض يصر على وجود شرعية لديه بوصفه آخر رئيس جنوبي، وأن من وقع الوحدة مخوّل الحديث باسم الجنوبيين، أما انتم فمن اين تستمدون الشرعيه التي تخولكم طرح خيار الفدرالية؟
- صحيح أن الشعب هو مصدر السلطات وهو من يمنح الشرعية للمؤسسات التي تدير شؤونه عبر الوسائل الديموقراطية، وقد انتهكت الشرعية في الجنوب في العام 1990 وتسبب ذلك في المآسي التي يعيشها الشعب اليوم، وتكرر الانتهاك عام 1994 حين أعلنت دولة غير التي أدخل شعب الجنوب باسمها الوحدة، وشن نظام الرئيس علي عبد الله صالح الحرب عليها، وهو ما حرم شعب الجنوب من حق الاعتراف باستعادة دولته عام 1994، وانتفض شعب الجنوب ممسكاً قضيته بنفسه عشية الحرب، ولا يزال منتفضاً في حراكه السلمي لاستعادة شرعيته المنتهكة ولتقرير مصيره بنفسه سلمياً بحرية وديموقراطية.
إلا أن الفارق الزمني بين الدخول في الوحدة والمتغيرات المأساوية التي حدثت على الارض مؤسسياً ومادياً تحتم الصبر والكفاح لاستعادة الشعب وضعه المؤسسي والمادي لتمكينه دون قلق او خوف من تقرير مستقبله بحرية وديموقراطية، ومن دون تدخل او فرض او وصاية من أحد.
■ إلى أي مدى تعتقدون، بناءً على اتصالاتكم بأطراف عربية واقليمية وحتى أميركية، بوجود قبول لهذا الطرح؟ وهل تناقشتم مع السعوديين والاميركيين حول هذا الموضوع؟
- لقد وجدنا تفهماً محلياً واقليمياً ودولياً لهذه المعطيات، وهي دليلنا في الحوار مع جميع الأطراف لرسم خريطة طريق لتمكين شعب الجنوب من تقرير مستقبلة بحرية وديموقراطية في أجواء سلمية وودية تحفظ وتصون وشائج الاخاء والمحبة وتضمن المصالح الكلية للشعب اليمني جنوباً وشمالاً بعيداً عن المصالح الفئوية ومصالح النخب السياسية سلطة ومعارضة.
يسعى رئيس الوزراء الجنوبي السابق، حيدر أبو بكر العطاس، إلى جانب عدد من القيادات الجنوبية للتوصل إلى رؤية موحدة للقضية الجنوبية. وفي السياق، تتواصل منذ أشهر لقاءات في القاهرة تمهيداً لعقد مؤتمر موسع يشمل مختلف الأطياف الجنوبية، وذلك بالتزامن مع جملة من الاتصالات لإعطاء قضية الجنوب أولويّة
6 تعليق
التعليقات
-
اعجاب وتعليقاهنئك لينا على هذا الحوار المرتب بعناية .. انا فخور بك لقد اصبحنا امام صحفية تسير باناقة .. فكري قاسم
-
إلى الأماممشكلتنا في الجنوب مع الإحتلال الشمالي، الشمال إحتل الجنوب عام 1994، وشارك في الحرب علي عبدالله صالح وحزبه المؤتمر والاخوان المسلمين وحزب الإصلاح والإرهابيين من القاعدة ومشائخ الشمال ورجال القبائل، ولفيف من الخونة... وبعدها تقولوا المشكلة مع علي عبدالله؟؟ الجنوب يسعى للإستقلال الثاني لا غير، والشعب في الجنوب لديه هو وحدة القرار عبر الإستفتاء..اما التباكي ونصب الشعارات كما تفضل الشمالي من عمران فخلوها تنفعكم في بناء دولتكم المستقبلية في الشمال، لن نرفع يدنا مع من إغتصب أرضنا وشوه تاريخنا ونهب ثرواتنا وشرد أهلنا وقتل ابائنا وأهان كرامتنا. الحرية للجنوب.. وبارك الله بالحراك السملي الجنوبي وكلافة قياداته في الداخل والخارج.
-
الفدراليه والدوله المدنيه هي الحل؟؟حقيقة اخواننا في الشمال مازال بالعقليه التسلطيه المنفعيه؟؟ وكلمة حق ان اخواننا قدموادوله وكانوا شركاء لكننا الشماليين التهمنا كل شئ؟حتى احلام دولة النظام والقانون والتحديث التى كان مؤملا ان تحل بدلا من الفوضى والقبليه والفساد الذي كنا نعاني منه في الشمال؟طغى على النظام والمدنيه التى كانت لدى الجنوب ونتوق اليها الشماليون وخصوصا تعز والمناطق الوسطى الاقرب الى ثقافة الجنوب لكن القوى التقليديه والنظام العشائري دمركل شئ؟؟ والفدراليه وسياغة اتفاق على قواعد ثابته تكفل تحقيق الوله اليمنيه الاتحاديه هي الحل الامثل لان دستور الوحده عدل وحرف اهم مافيه؟من خلالالديمقراطيه البدائيه التي تبيح للاغلبيه الانقضاض على ماتفقت عليه وارتضته الامه والوحده؟؟ الامل الان اكثر من اي وقت مضى على الجنوبيين ومنهم المهندس العطاس لالتقاط الفرصه وتحقيق مايحلم به اليمنيون عامه والجنوبيين خاااصه هل تتركون الشعب اليمني تتصارع عليه قبيله واحده؟؟بل اسره واحده؟؟؟
-
الدليل حسن باعومسيادة الرئيس حيدر العطاس نعزك ونحترمك لكن الفدراليه ضياع والقاء قرارين مجلس الامن الدولي رقم924/931 وعليه ارجو منك انت والرئيس علي ناصر عدم عرض بضاعتكم عليهم لانهم رافضين الاعتراف بنا وينعتونا ليل نهار باننا هنود وصومال ماذا تريدون من محتل كل يوم يقتل ويسحل ويسجن دون مراعاة لمريض او كبير سن والدليل حسن باعوم له 9 اشهر بالسجن دون مسوق قانوني وتم خطفه من المستشفى فماذا بالله عليكم انتم معهم فاعلون هؤلاء
-
لا للفدرلة!شعار الثورات العربية العزة والكرامة والتعاون والتماسك بين شعوب الوطن العربي الكبير، وأنتم تتحدثون عن الفدرلة، الناس يجتمعون هنا وهناك وأنتم تجتمعون لكي تخططون للانفصال والفدرالية. احلموا كيفما شئتم، أحلام الشعب غير أحلامك. فعلا الثورات الحالية أظهرت النوايا على حقيقتها لكل طرف من الأطراف اليمنية، قلتم إن مشكلتكم مع علي عبد الله. سيذهب علي عبد الله وسترددون نفس الزامل بعد رحيله. الوطن أولا ولتسقط كل المصالح الشخصية الضيقة. الزمن غير الزمن يا سادة والوضع غير الوضع، لن يعود اليمن إلى الحقبة الاشتراكية وكل ثقة أن اليمنيين جميعا سيقفون صفا منيعا أمام هذا التوجه الذي لا يعلم المخطط والنوايا من ورائه إلا أرحم الراحمين.
-
اولا وقبل الحدبث على طموحاتاولا وقبل الحدبث على طموحات وامال المدعو العطاس علية ان يدرك تماما بان اهل مدينة عدن ستطلبة للعدالة الدولية بتهمة القتل والفسادوسقة بنك مصرف عدن عند فراره من اليمن .