strong>فاتن الحاج
يتحمّس طلاب جامعة بيروت العربية للحديث عن معمل أساسيات التمريض الجديد. فقد بات للطلاب مكان في كلية التمريض في الجامعة يتمرنون فيه على نماذج تماثل الحقيقة. هنا دمى للاستخدام الطبي موصولة بكل ما يمكن أن يصادفه الممرضون من تجهيزات في المستشفيات تغطي أساسيات التمريض والتمريض الباطني والجراحي وتمريض الحالات الحرجة والأطفال والنساء.
تمسك الطالبة في السنة الأولى فاطمة الحريري اليد الاصطناعية وتشرح كيف تتعلم وضع المصل وتتأكد من عدم رجوع الدم وغيرها من التقنيات. «هنا أستطيع أن أكرر التجربة مراراً من دون أن أؤذي أحداً، فأمامي لعبة لا أخاف منها، وعندما أصبح واثقة من قدراتي، أستطيع أن أذهب إلى المستشفى وأطبّق على أرض الواقع»، تؤكد الحريري.
ويحاول الطالب في السنة الثانية حسان رسلان أن يميز بين الأصوات التي يُسمعنا إياها عبر أحد الأجهزة الموصولة إلى دميته، فيقول: «يمكّننا هذا الجهاز من معرفة ما إذا كان المريض يعاني من مشكلات في ضيق التنفس أو في صمامات القلب والشرايين أو الربو وغيرها، فنصبح قادرين على التعامل مع أي مريض بعدما أصبح لدينا فكرة واسعة عن الأمراض واكتشافها سريعاً، فلا ننتظر استشارة الطبيب في بعض الحالات».
أما طلاب السنة الثالثة فيركزون على حساسية التعامل مع الأطفال والإجراءات التي تتخذ بشأن الأمراض التي يعاني منها حديثو الولادة، فيتدربون كيف يشفطون الهواء وأين يضعون الميل ويشكّون الأبر وكيف يطعمون لعبهم الصغيرة.
يذكر أنّ طلاب الكلية بدأوا يستخدمون مختبرهم الجديد منذ بداية الفصل الدراسي الحالي، علماً بأنّ الكلية تخرّج الدفعة الأولى من طلابها العام الدراسي المقبل.
وتوضح عميدة الكلية الأستاذة الدكتورة هند متولي أنّ المعمل يتيح للطلاب التدرب على كل المهارات الأساسية في مهنة التمريض التي تعكس مردوداً كبيراً على المجتمع لكون فرص العمل متاحة وخصوصاً لطلاب مجازين ويملكون المعلومات العلمية الصحيحة.
ولفتت متولي في حفل الافتتاح أمس، إلى أنّ المعمل هو الأول من نوعه في لبنان، وهو بداية الطريق لتدريب وتعليم جيل جديد من الممرضين والممرضات المؤهلين على أحدث التقنيات والمهمات التمريضية قبل الممارسة الفعلية في المستشفيات. وأشارت إلى أنّ استحداث المختبر يعد حدثاً مهمّاً لكل من يعمل في المجال الصحي لكونه يسهم في رفع مستوى التدريب والمهارات المطلوبة لممارسة المهنة، عبر النماذج البشرية الافتراضية التعليمية
(Virtual Lab).
ورأت أنّ المعمل حلقة اتصال بين الجامعة والمجتمع من حيث التدريب المستمر لكل من يرغب في تحديث مهاراته.