strong> علي محمد
«حبيب» (25 عاماً)، الممرض في أحد المستشفيات الكبرى في بيروت، وُجد يوم الأحد في 16/12/2007 ميتاً في الغرفة التي يسكن فيها. الممرض الشاب كان قد أنهى دوام عمله عند السابعة من صباح اليوم ذاته، والتقى صديقه زياد في مقهى قريب، حيث تناولا الفطور. وبعد الاتفاق على معاودة اللقاء عند الثالثة من بعد الظهر لشراء ثياب العيد، توجه حبيب إلى سكن الممرضين لينام حتى اللقاء.
عند الخامسة والنصف، عاد إبراهيم، زميل حبيب في السكن، من عمله. طرق باب الغرفة، فلم يجبه أحد. نزل إلى الاستعلامات ليأتي بالمفتاح، فأجابوه بأن حبيب لم يخرج منذ الصباح. فتوجه رجال الأمن مع إبراهيم إلى الغرفة، واتصلوا على هاتف حبيب الخلوي. سمعوا الرنين من خلف الباب، فدخلوا من شرفة الغرفة المجاورة.
حبيب كان في الداخل متيبساً على السرير، ويداه مرفوعتان إلى الأعلى، وكذلك إحدى قدميه، وآثار الدماء على فمه وأنفه. وعلى الأرض حقنة فارغة مع وخزة إبرة على معصمه الأيسر.
وأوضح أحد العاملين في المستشفى لـ«الأخبار» أن الحقنة التي وجدت على الأرض في غرفة حبيب هي من عيار 20 cc. وقال إن الطبيب الشرعي الذي عاين الجثة أكد أن في جسم حبيب نوعين من المخدر: مورفين و«سوفنتا». وذكر المصدر أن الدواء الأخير مخدر شديد التأثير والخطورة، مشيراًً إلى «أن كمية 1 CC من المورفين كافية لتسكين ألم لا يطاق».
وكشف أن مراجعة الأدوية في المستشفى بينت أن حبيب صرف في اليوم نفسه أنبوبي مخدر لأحد المرضى الذي لا يأخذ هذين الدواءين. ونقل عن الطبيب الشرعي ترجيحه أن يكون سبب الوفاة جرعة زائدة.
إبراهيم، زميل حبيب في السكن، رفض التحدث لـ«الأخبار» عن الحادثة، أو حتى عن يوميات صديقه في العمل. وكذلك، بقي التحقيق في الحادثة محاطاًً بقدر كبير من السرية من إدارة المستشفى. لكن المصدر الذي تحدث لـ«الأخبار» أشار إلى أن مشكلة الإدمان في المستشفيات ليست جديدة، وحادثة حبيب ليست الأولى من نوعها، لأن الأدوية التي يصعب تأمينها من الصيدليات متوافرة بين أيدي العاملين في المستشفيات.
وأوضحت مصادر في المستشفى لـ«الأخبار» أن حبيب تعرض قبل 8 أشهر لحادثة أثّرت كثيراً على معنوياته. فقد وردت إلى إدارة المستشفى شكوى من أحد العاملين اتهم فيها حبيب بالتحرش به، الأمر الذي جعل من الأخير حديث موظفي المستشفى. وقال المصدر إن هذه الحادثة دفعت بجميع الممرضين إلى عدم القبول بمشاركة حبيب المسكن، وتطور الأمر إلى الضغط عليه ليقدم استقالته لأنه «يشوّه سمعة القسم الذي يعمل فيه». وأضافت المصادر أن إدارة المستشفى طلبت من حبيب الخضوع لعلاج نفسي تحت طائلة الطرد من العمل. وذكرت المصادر أن حبيب كان قبل الحادثة بيوم معترضاً على دوام عمل الممرضين، وكتب بخط يده على الجدول الخاص بالدوام، قرب اسمه، عبارة «غير متوفر».