لا تقتصر مشكلة الغذاء الصحي في لبنان على قلة وعي المستهلك، بل تتخطاها إلى مشكلة الرقابة على المنتجات. فالمستهلك لا يثق بالمنتج الصحي المصنّع في لبنان بسبب غياب الرقابة عليه ويفضّل شراء الآخر المستورد، وهو أغلى ثمناً بكثير، لأن مكوّناته المذكورة في «المحتويات» مصدّق عليها من هيئات موثوق بها عالمياً.يواجه هذه المشكلة من يحاول الحفاظ على غذاء غني مثلاً بالألياف التي تتنوّع فوائدها بين معالجة الإمساك والتقليل من خطورة أمراض القلب والسكري وسرطان القولون والمساعدة على التنحيف. حتى إنّه إذا تعوّد الإنسان على تناول غذاء غنيّ بالألياف، قليل الدهون، منذ الصغر، يخفّف من احتمال إصابته لاحقاً بالأمراض وببعض الأورام السرطانية.
تُقسم الألياف إلى نوعين: نوع غير قابل للذوبان، يسهّل تنقّل الطعام عبر الأمعاء ونجده في طحين القمح الكامل وفي نخالة القمح والجوز والبندق، ونوع قابل للذوبان يساعد على خفض نسبة الكوليسترول في الدم ومستويات الغلوكوز إذ يبطئ امتصاص السكر، نجده في البازيلا والفاصولياء واللوبية والفول والشوفان والجزر، كما في التفاح (وخاصة في القشر) والحمضيات والشعير.
إلا أنه خارج هذه المصادر الخالصة، نجد الألياف في الكثير من المنتجات المصنّعة كالخبر والكعك. فمن يضمن، في غياب الرقابة على المنتج اللبناني، صحة المحتويات المذكورة على المنتَج؟ وهل يجبر على المخاطرة بتناولها من لا يمتلك رفاهية شراء المنتج المستورد الذي يبلغ ثمنه أضعاف المنتج المحلي؟