محمد عبد الرحمن
تأكيداً منها لـ«الوحدة الوطنية»، وافقت الحكومة المصرية على إطلاق ثلاث قنوات مسيحية دفعةً واحدةً، على قمر «نايل سات» خلال أسبوع واحد، وبالتزامن مع شهر رمضان. هكذا شهد الأسبوع الأول من الشهر الحالي، نقطة تحوّل في تعامل الدولة المصرية مع وسائل الإعلام القبطية. وقد كان التمييز ضدّ وسائل الإعلام المسيحية واضحاً خلال السنوات السابقة، ما دفع القائمين عليها إلى المطالبة مراراً بمعاملة أفضل.
حتى الساعة، لم يخرج أي مصدر مسؤول في وزارة الإعلام المصرية ليعلن سبب السماح بإطلاق هذه الفضائيات القبطية الثلاث على هذا النحو المفاجئ. هل السبب هو إعطاء الإذن ببث قناة «الأزهري» ـــــ المنسوبة بشكل أو بآخر إلى الأزهر ـــــ كما يتردّد؟ وبالتالي يحق للكنيسة المطالبة بالمثل.
بعيداً عن السبب الذي دفع النظام المصري إلى تنفيذ هذه الخطوة غير المسبوقة، فإنه من المعروف أن الشرط الرئيس للسماح لأي قناة بالبثّ، هو أن يخلو مضمونها من البرامج التبشيرية والمواد التي تنتقد الدين الإسلامي. ولعلّ هذين الشرطين يفسِّران الاختفاء السريع لقناة «الحياة» القبطية بعد أيام من ظهورها على «نايل سات». فالقناة اشتهرت باستضافتها القسّ زكريا بطرس، الذي يهاجم الإسلام دائماً من مكان إقامته في أميركا. وقد دفع تطرّفه الكنيسة القبطية إلى إعلان عدم مسؤوليتها عن نشاط بطرس.
أصوات معارضة لهذه الخطوة، وخصوصاً من التيّار السلفي
لكن السماح بإطلاق هذه المحطات على «نايل سات» لا يعني أن الجميع سيرحِّب بهذا القرار. إذ يُتوقع أن تخرج العديد من الأصوات المعارضة، وخصوصاً تلك المحسوبة على التيار السلفي، الذي يعارض أيضاً وجود قنوات شيعية على القمر الصناعي المصري. ويُتوقّع أيضاً أن يطالب هؤلاء بضمانات حاسمة من وزارة الإعلام بأن القنوات المسيحية لن تمارس أي نشاط تبشيري،
يُذكر أنّ معظم القنوات المسيحية تنشط في مجال نقل أخبار الكنيسة والصلوات على الهواء مباشرةً، إضافةً إلى عدد من البرامج الاجتماعية، وبث الترانيم المسيحية. وتتمركز تلك القنوات على موقع التعارف الشهير «فايسبوك» للتواصل مع الجمهور المسيحي في مصر والعالم العربي. وسيسمح بثها على «نايل سات» بانتشار كبير قد يدعم مبدأ التعايش بين الأديان في الوطن العربي، لكنه في الوقت عينه قد يسبّب الكثير من الأزمات.
تردّد القنوات الثلاث على «نايل سات» هو 11355 – V.