سناء الخوريعلى قماش أبيض يغطّي جدران غاليري «مختبر الفنّ» وسقفها وأرضيتها (34 متراً مربعاً)، سترسم التشكيليّة كيكي بوكاسا (الصورة، 1975) من دون توقّف ثلاثة أيام بلياليها. «72 ساعة» تحدٍّ سيمتدّ من العاشرة صباح 24 الحالي، حتَّى العاشرة صباح الاثنين 27 منه. ستحبس الفنانة نفسها داخل أربعة جدران، تنزع الباب من مكانه وتستبدله بزجاج عازل، تطفئ هاتفها، وتبدأ عملها. لكنها لن تكون في عزلة تامّة. إذ سنراقبها مباشرةً على «درج مار نقولا» (الجميزة ــــ بيروت) عبر الزجاج، ومن خلال ثلاث شاشات عملاقة ستنقل الحدث. هكذا، تنتقل تجربة الإلهام الفنّي إلى عالم تلفزيون الواقع، بعدما سمحت لنا كيكي بالتفرّج عليها. ساعات التصوير الـ72، ستتحوّل إلى فيلم وثائقي يتضمّن شهادات المتفرجين. توسيعاً لرقعة التحدّي، ارتأت الفنانة والمنظّمون بثّ الحدث مباشرةً عبر موقع www.72-hours.com. ويمكن من يرغب في حثّ كيكي على البقاء مستيقظةً، زيارة الموقع أيضاً. إذ ستجيب هي عن الرسائل من خلال حيّز تفاعلي. في المرحلة الثانية من «72 ساعة»، ستعرض أجزاء الجداريّة في 7 أيار (مايو) المقبل في حديقة سمير قصير (وسط بيروت)، كما سيخصص جزء من القماش لصناعة ثوب ترتديه كيكي في عرض Cut Piece بعد شهر من الحدث. Cut Piece مستوحىً من أداء ليوكو أونو قدّمته عام 1964، إذ سترتدي الرسامة الثوب، ويقصّ المشاهدون قطعاً منه، تعبيراً عن رفضهم السلمي للعنف. بوكاسا التي اعتادت العمل مع جمعيات المجتمع المدني، بين أطفال الجنوب حيناً، ومع أترابهم المصابين بالسرطان حيناً آخر، ستخوض هنا تجربة غريبةً عن مسيرتها، لكنّها لا تبتعد كثيراً عن ذلك «الخطّ»: حتّى حين أرادت عزل نفسها، أحضرت العيون معها إلى الداخل. نسأل كيكي إن كانت “رهجة” الحدث، ستطغى على قيمة العمل الفنّي بحدّ ذاته. تجيب بأنّها أرادت بهذه التجربة تحدّي تركيزها. سنتتظر النتيجة إذاً. علماً بأنّ الفنانة أنهت جميع التجهيزات وحصلت على إذن من القوى الأمنيّة. هذه الأخيرة لم تصرّح بإقامة الحدث، إلا بعدما حصلت على تعهّد من كيكي بالبقاء بلباس محتشم!


من العاشرة صباح الجمعة 24، حتَّى العاشرة صباح الاثنين 27 نيسان (أبريل) الحالي «مختبر الفن» ـــ درج الفنّ ــــ مار نقولا ــــ الجمّيزة (بيروت) www.72-hours.com