strong> محمد عبد الرحمن
لم يكن هناك سبب يبرر الحشد الصحافي في العرض الأول لفيلم «البلياتشو»، سوى أنّه يسجّل أول بطولة مطلقة لهيثم أحمد زكي. كتب الفيلم سيناريست جديد هو محمد الفقي وأخرجه عماد البهات في ثاني تجربة مع الأفلام الروائية الطويلة. وشارك فيه فتحي عبد الوهاب، وهايدي كرم، وعزت أبو عوف...
كان الجميع ينتظر أن يكرّس هيثم زكي نفسه نجماً جديداً قادراً على الحضور في شباك التذاكر، مدعوماً بقوة المنتجة إسعاد يونس، واسم والده... وخصوصاً بعد مرور عام على عرض «حليم»، وتعامل النقاد مع ظهور هيثم زكي فيه، بكونه ظرفاً استثنائياً، فذلك الشاب وجد نفسه المرشّح الوحيد لاستكمال فيلم، رحل والده قبل تصوير بقية مشاهده...
لكن ماذا عن التجربة الجديدة؟ جاءت النتيجة مخيبة للآمال: سيناريو مليء بالثغرات، جعل الجمهور يربط بينه وبين «الهروب»، أشهر أفلام أحمد زكي. حتى إن هناك جملاً حوارية تكاد تكون مكررة بين الفيلمين. هي قصة شاب يعمل في السيرك، يستجيب لإغراءات صديقه لسرقة منازل الأثرياء، على طريقة روبن هود. وبعد سنوات، يلجأ هيثم زكي إلى صديقه الذي أصبح ثرياً ليساعده في نفقات علاج والده (أحمد راتب). يطلب منه الصديق القيام بسرقة أخيرة، يتورط بسببها هيثم زكي في جريمة قتل وتتوالى المطاردات بطريقة عشوائية... كما أنّ المخرج فشل في إدارة الحوار على لسان هيثم الذي ظهر كمن يلقي جملاً محفوظة أو يردد أقوالاً مأثورة.
زكي الابن ما زال يعاني أزمة التعامل مع الصحافيين، منذ اتهمهم باختراق خصوصية مرض والده قبل عامين، ما يفسّر سبب هروبه من الصحافيين ليلة عرض «البلياتشو»، علماً بأن والده كان يزور الصحف قبل عرض أي عمل جديد له، وخصوصاً تلك التي جسّد فيها شخصيتي عبد الناصر والسادات. ربما كان يُفضّل عدم تورّط هيثم في البطولة المطلقة والمشاركة في أفلام النجوم الشباب لاكتساب الخبرة، تماماً كما فعل والده قبل ثلاثين عاماً... سيدة عجوز علّقت بعد العرض: «الفيلم حلو عشان خاطر أبوه». أبوه الذي لم يتأثر به إلا على مستوى الحركة، لا الكلام أو الأداء أو الإحساس.