شاركت مجموعة من المساهمين في إنجاز كتاب «بيروت 360 ـ متحف الجيب» الذي تصدره «دار قنبز» في عطلة نهاية هذا الأسبوع، إحياءً لتاريخ العاصمة ضمن جولة ثقافية وفنية تغرقنا في ذاكرتنا وتعرّفنا إلى بيروت من زوايا ونواحٍ قد تكون مجهولةً في الكثير من الأحيان. الاطّلاع على الكتاب المهم، يعطي فكرةً عن جدّية هذا العمل ودقّته وطريقة تقديمه. كل ما يخصه من مادة ومشاركين وحتى الإعلان عنه وتوزيعه غير تقليدي، ويحثّنا على معرفة المزيد. في الشريط الإعلاني السابق للإصدار، تقول مؤسِّسة «دار قنبز» الفنانة ندين توما: «هذا الكتاب حبّ وجهد جماعي لنتذكر ونستذكر ولا ننسى أننا لا نأتي من فراغ».
المشهد العشرون ـ اليوم السبعون من الربيع ـ فرنسوا سرغولوغو ـ غاليري جانين ربيز ـ 2018

يضمّ الكتاب 360 مداخلة و550 صورة، أسهم فيه عدد من الأشخاص من مؤرّخين وجيولوجيين وعلماء آثار ومهندسين ومخطّطين مدنيين وفنانين وكتّاب ورسامين ومؤسسات فنية ثقافية. تشرح لنا توما الفكرة في اتصال معها: «نحن كـ «دار قنبز»، أقمنا أنشطة عدة لتفعيل معرض «ألو بيروت» الذي يوزَّع ضمنه الكتاب. كما كانت لنا جولات تفاعلية ضمن المعرض في «بيت بيروت» (السوديكو). «بيروت 360 ـ متحف الجيب» هو ثالث جولة نقوم بها، وخصوصاً أنّ «ألو بيروت» يُعيد إخبار قصة المدينة بطريقة غير تقليدية وغير خطيّة. وهل هناك أجمل من الكتاب كي يترك آثاره؟ عملنا عليه باللغة العربية وأردنا في أن تكون المعرفة في متناول الجميع. أرغب في أن يستمتع بهذا الكتاب الأستاذ الجامعي ومصفّف الشعر وبائع البوظة وطالب الجامعة على حد سواء. الكتاب ليس نخبوياً من ناحية تقديمه المعلومات. هو لنتذكر أننا لا نأتي من فراغ. لهذه المدينة تاريخها من آلاف السنين، وما زالت تكمل مشوارها ولديها الكثير لتقوله».
مرفأ بيروت عام 2017 ـ مع سفينة روسوس الراسية في يمين الصورة

يضمّ كتاب «بيروت 360» صفحات غنية جداً بمعلوماتها وصورها ونصوصها، شارك في إعدادها اختصاصيون في مجالاتهم، إلى جانب ندين توما، على سبيل المثال هناك شارل حايك الذي كتب نص «بيروت ابنة المياه»، وآن ماري مايلا عفيش التي أضاءت على أهمية بعض القطع الأثرية في المتحف الوطني، وهناك دلفين دارمنسي أبي راشد صاحبة نصوص تتناول ذاكرة المدينة والمكان والكثير غيرهم.
سيوزّع الكتاب مجاناً في «بيت بيروت» في إطار عرض تؤدي فيه توما نصوصاً كتبتها بنفسها، يرافقها موسيقياً كلّ من سيفين عريس (كاليمبا وأصوات) وميساء جلاد (غناء وغيتار) وفرح قدور (بزق وإيقاع). يقام الإطلاق يومي السبت والأحد بين الساعة الرابعة والنصف، والخامسة والنصف من بعد الظهر في «بيت بيروت». أما صباحاً، فستكون هناك جولة في شوارع العاصمة وأحيائها على متن «بيك أب» لتوزيع الكتاب مجاناً على المارة.
مرفأ بيروت عام 1939 ـ عشية الحرب العالمية الثانية، وسفينة لو شامبوليون

من المهم جداً أن يكون للراغبين في الحفاظ على ذاكرة عاصمتهم، مادة يثقون بها ويستندون إليها من أجل تكوين معرفة عميقة عنها. في هذا الإطار، ترى توما أنه «قبل الحفاظ على المدينة وذاكرتها، يجب أن نعرفها. نتعارك على مدينة أكثرية أهلها لا يعرفونها ولا يعرفون تاريخها ولا قصصها. هم يجهلون إلى أي حدّ هي غنية إن كان ثقافياً أو موسيقياً أو مسرحياً. بالنسبة إلينا، السياسة الحقيقية هي سياسة الفنون والثقافة والمعرفة. عندما نخفيها ونضعها في يد بضعة أشخاص، يصبح التطرف السياسي والديني هو الحاكم. ما نريده هو العقل والروح والجمال والذوق. هذا الكتاب يشكّل نقطة في بحر ما يعمل عليه كثيرون غيرنا». تتابع من جهة أخرى متحدثةً عن مدى الاهتمام الذي يثيره هذا الموضوع: «يخلقه المرء عندما يأتي بمواد له. حتى لو كنتُ مهتمة بتاريخ المدينة وثقافتها، وليس لديّ كتاب متوفر ولا تؤدي الجامعة والمدرسة هذا الدور لتعبئة هذا الفراغ، فلا يمكنني أن أجد المعلومات. لا يمكن الاعتماد على غوغل. من الضروري لنا أن نكون منتجين للمعرفة والفكر وليس فقط مستهلكين».

إطلاق «بيروت 360 ـ متحف الجيب»: اليوم وغداً الأحد ــــ بين الرابعة والنصف والخامسة والنصف من بعد الظهر في «بيت بيروت» (السوديكو) مع عرض تؤدي فيه ندين توما نصوصاً كتبتها برفقة الموسيقى مع سيفين عريس (كاليمبا وأصوات) وميساء جلاد (غناء وغيتار) وفرح قدور (بزق وإيقاع)

سيدة البزاز ـــ مار مخايل


قهوة القزاز. ابراهيم مرزوق، غاليري صالح بركات، 1965


ذاكرة بيروت ـ وائل اللادقي


تمثال امرأة من رخام ـ الحقبة الرومانية ـ وزارة الثقافة المتحف الوطني


خطيبة درزية. مجموعة كميل طرزي


البنك العثماني ـ بيروت ـ مجموعة كميل طرزي


«المطبقية» أو «السطيلة» ـ مجموعة أنطوان كبابه


اضطراب في بيروت، فردان ـ Collectif Gémeaux ـــ غاليري جانين ربيز ــ 2015


اصحاب السلّة بيروت ـ مجموعة كميل طرزي


مجموعة سيمون شمالي. بإذن من المؤسسة العربية


منظر عام لبيروت. مجموعة كميل طرزي


صخرة الروشة، بيروت. مجموعة كميل طرزي


أحب بيروت. جميل ملاعب ـ غاليري جانين ربيز ـ 2021