لعلّ أكثر ما يميّز شخصية المخرج السوري الشاب باسم السلكا هو الهدوء الذي يخفي وراءه حماساً وإقبالاً كبيرَيْن تجاه العمل. رغم انشغاله في الكتابة لوقت طويل، خاصة في المشاريع التي كان ضمن فريق إخراجها وتحديداً في مسلسلات حقّقت جماهيرية كبيرة مثل «نص يوم» و«الهيبة» في أجزائه الأولى، لكن الشغف كان في الإخراج أوّلاً وأخيراً، من دون رغبة فعلية بالانصياع لمهنة الكتابة التي يعتبر أنّه قد يجيدها وفق شروط ومتطلبات العمل. هكذا، نال الفرصة الأولى في مسلسل «العميد» (12 حلقة ــ من تأليفه وبطولة: تيم حسن، كاريس بشار، رنا شميس، فادي صبيح وغيرهم). عُرض حينها العمل الدرامي القصير على منصة «شاهد»، قبل أن تسند إليه شركة «إيمار الشام» للإنتاج مهمة إخراج مسلسلها «بورتريه» (تأليف: تليد الخطيب، بطولة: فادي صبيح، ترف التقي، هافال حمدي وجلال شموط). ومن ثم تولّى إخراج عشارية «وثيقة شرف» (عُرضت على منصة «وياك» ــ كتابة: عثمان جحى ومؤيد النابلسي ــ بطولة: مهيار خضور، فاتح سلمان، سوزان نجم الدين والراحل أسامة الروماني).
نال السلكا فرصته الإخراجية الأولى في مسلسل «العميد»

أما آخر أعماله، فكان «على قيد الحب» (بطولة: دريد لحام والراحل أسامة الروماني ــ إنتاج «إيمار الشام») الذي عُرض في رمضان 2022.
صحيح أنّ العروض التي تتاح له في دمشق كثيرة، إلا أنّه اختار أخيراً تجربة عربية مشتركة من خلال مسلسل «ترانزيت» (كتابة لجين خلف ــ بطولة: نادين خوري، ندين تحسين بيك، نورا رحال، سحر فوزي، ناظلي الرواس، جهاد سعد ،هافال حمدي وبديع أبو شقرا) الذي تدور أحداثه في الإمارات.
في حديثه مع «الأخبار»، يفصح باسم السلكا عن بعض المعلومات المتعلقة بمشروعه الجديد، موضحاً أنّه عمل عربي بالمطلق، أي أنّه لا يقتصر فقط على جمع جنسيتين، بل يضم شخصيات عربية عدة من مصر ولبنان والأردن. أما شخصيات الحكاية الرئيسية فهي سورية، وهو عمل مؤلف من 45 حلقة، تتمحور حول خليط من المجتمع العربي يعيش في دبي تحديداً، والتقاطعات الدرامية تأتي من خلال أعمالهم أو علاقاتهم الإنسانية.
ويتابع: «بالإضافة إلى ذلك، نحن أمام ولادة قصص حب أثناء سير الأحداث... وهذه العلاقات ستناقش القضايا التي تلائم جغرافية مكانها. فهي في عمقها تتفاوت في الظرف والمكان، ونحن في بقعة جغرافية متطوّرة وسريعة تكون فيها العلاقات ميّالة إلى العواطف وكيفية تلبيتها مع كل شخصية بحسب خلفيتها وبيئتها الأساسية، بعيداً عن الجرأة تماماً».
يتألّف المشروع الجديد من 45 حلقة


من جانب آخر، يكشف السلكا أنّ المسلسل سيقدم خط غموض وأكشن موازياً للأحداث الرئيسية، وهو أحد الخطوط الرئيسية، واعداً بأنه سيعمل على هذا المسلسل بكل ما لديه من إمكانات وشغف ليترك أثراً عند الجمهور ضمن صنفه. ويضيف: «نسعى لإرضاء نوعين من الجمهور: الأوّل هو المحلي المرتبط بالقضايا الحميمية الدافئة التي تشبه دمشق، والثاني هو جمهور الأعمال المشتركة، بالإضافة إلى وجود صنف ثالث من المشاهدين الذين يتابعون بالشغف والاهتمام نفسيهما. لذا، أحاول دائماً تقديم الحكايات التي يمكن أن تترك أثراً سواء داخل سوريا أو خارجها».