الجمود الذي ضرب القنوات العربية والخليجية في الأعوام الأخيرة على إثر جائحة كورونا وأوقف غالبية برامجها التي تعتمد على وجود الجمهور في الاستديو، قد تنكسر حدّته في برمجة الخريف والشتاء المقبلين. من المتوقع أن تستعيد تلك الشاشات عافيتها قليلاً، عبر العودة إلى تقديم برامج اكتشاف المواهب الغنائية والقائمة على تفاعل الجمهور مع المشتركين. من المعروف أن شبكة mbc كانت سبّاقة في تقديم هذا النوع من المشاريع، عبر برنامجي «ذا فويس» و «أراب آيدول»، لكنها توقفت أخيراً لأسباب عدة منها الأزمة الصحية العالمية، ولاحقاً الأزمة الاقتصادية التي ضربت الشاشات فقلّصت ميزانياتها. مع العلم أنّ غالبية تلك المشاريع التلفزيونية حققت جماهيرية، وكانت محط اهتمام الصحافة وروّاد مواقع التواصل الاجتماعي التي ألقت الضوء على مواهب لافتة.في هذا السياق، وبعد توقف دام قرابة خمس سنوات، قرّرت قناة «دبي» عودة برنامج «إكس فاكتور» بموسم سادس. البرنامج المأخوذ من فورما بريطانية تحمل الاسم نفسه، سبق أن تنقّل بين شاشات عربية ومصرية عدة، ليحط رحاله أخيراً على الشبكة الإماراتية. يعتبر البرنامج من أقدم مشاريع اكتشاف المواهب العربية، ولكنه لم يحظ بالشهرة نفسها مقارنة بغيره.
تعود انطلاقة الموسم الأوّل إلى عام 2006 عبر قناة «روتانا». في العام التالي، قدّمت المحطة السعودية موسماً ثانياً، قبل أن يضربه الجمود لسنوات عدة. لاحقاً في عام 2013، عاد البرنامج إلى شاشة «روتانا» بالتوازي مع قناة cbc المصرية. وبعد ذلك بعامين، عرضت شبكة mbc موسمه الرابع الذي تألّفت لجنة تحكيمه من اللبناني راغب علامة ومواطنته إليسا والمصرية دنيا سمير غانم.
وكان الموسم الخامس من «إكس فاكتور» عام 2018 قد وجد طريقه إلى قناتَيْ «دبي» و DMC المصرية وشهد تغييراً في لجنة تحكيمه.
وها هي الشاشة الإماراتية تقرّر تقديم نسخة سادسة في الخريف المقبل. وتفيد المعلومات المتوافرة إلى أنّ لجنة التحكيم ستضم مبدئياً اللبناني راغب علامة والمصرية أنغام والكويتي عبدالله رويشد. ويبدو لافتاً انضمام علامة إلى لجنة «إكس فاكتور» بعدما شارك فيه سابقاً، إلى جانب مشاركاته لاحقاً بعدد من برامج المواهب السابقة التي عرضتها mbc، من بينهما «أراب آيدول» و«ذا فويس».
على الضفة نفسها، تشير المعلومات إلى أنّ الموسم المنتظر من «إكس فاكتور» سيصور في دبي في تشرين الأوّل (أكتوبر) المقبل، على أن يعرض لاحقاً ضمن برمجة خريف وشتاء 2024 على الشاشة الإماراتية. وتؤكد المصادر نفسها أنّ «دبي» قامت أخيراً بجولات عربية ومحلية لاختيار المواهب المشاركة.
صحيح أنّ برنامج المواهب التي سبق أن قدّمتها المحطة لم تلق الشعبية والنجاح نفسيهما مقارنة ببرامج مشابهة لمنافستها mbc، إلا أنّ الأولى عدّلت برمجتها كاملةً، وخصصت ميزانية لافتة للعمل المنتظر. ويأتي ذلك في سياق المنافسة بينها وبين الشاشات الخليجية، وتحديداً مع mbc.
سيصوّر البرنامج في تشرين الأوّل المقبل في دبي


وتوضح المصادر أنّ اعتماد القائمين على البرنامج على لجنة تحكيم منوّعة لناحية الجنسيات، مردّه إلى سعي «دبي» ليكون البرنامج عربياً لا خليجياً فقط، في وقت تتجه فيه mbc إلى سعودة برامجها. وتكشف كذلك أنّ «إكس فاكتور» عائد بحلة جديدة، مركزاً على اختيار مواهب مثيرة للاهتمام، وقد استمعت لجنة التحكيم بالفعل إلى عيّنة من الأصوات المشاركة.
على الضفة نفسها، تؤكد المصادر أنّه بعد قرار انتقال mbc من الإمارات إلى السعودية، اتخذت إدارة «دبي» قراراً بالبحث عن برامج عربية منوّعة تخاطب فيها المشاهدين العرب. فخرجت ببرمجة تشبه ما كانت تقدّمها الشبكة السعودية سابقاً، في خطوة، ربما تسعى فيها للحلول مكان القناة السعودية التي ستودّع مكاتبها في دبي قريباً وتذهب إلى الرياض حيث يتم بناء استديوات ضخمة لها.
في الإطار نفسه، ترى المصادر أنّ المحطة الإماراتية قررت استغلال فراغ الساحة الفنية من برامج المواهب والإعلان عن مشروعها الجديد الذي سيحرك السوق، وخصوصاً أنّ لجنة التحكيم ذات خبرة في اختيار المواهب، وربّما تكون حديث الإعلام والسوشل ميديا. وتلفت في الوقت نفسه إلى أنّ الشبكة السعودية تسعى أيضاً للعودة إلى برامج المواهب الغنائية والترفيهية في الخريف المقبل، على أن تعلن في الأسابيع المقبلة عن المشاريع التي ستصوّر في استديوات بيروت.