◄ «البندقية» يستعيد زخمه: برنامج منوّع وجدل كبيرأعلن «مهرجان البندقية السينمائي» برنامج دورته الثمانين الذي بدا متنوعاً رغم إضراب الممثلين الأميركيين، لكنه قد يكون عرضة لانتقادات بسبب تضمّنه فيلمين للمخرجَين الفرنسي البولندي رومان بولانسكي والأميركي وودي آلن (الصورة) المتهمين باعتداءات جنسية وفق ما نقلت وكالة «فرانس برس». وقد يثير إدراج الفيلمين الجديدين لبولانسكي وآلن في برنامج العروض خارج المسابقة جدلاً، إذ سبق لهوليوود أن وضعت هذين المخرجَين على قائمتها السوداء للاشتباه في إقدامهما على اعتداءات جنسية. ويواجه بولانسكي تهم اغتصاب تعود إلى سبعينيات القرن المنصرم، فيما أجريت تحقيقات عدة في شأن آلن، لكنّ الشرطة برأته في تسعينيات القرن العشرين.


وأكد المدير الفني للمهرجان ألبرتو باربيرا لوسائل الإعلام أخيراً أنّ تأثير الإضراب الذي بدأه الممثلون الأميركيون في 14 تموز (يوليو) على برنامج مهرجان البندقية «متواضع جداً». وأضاف: «الفيلم الوحيد الذي خسرناه هو الفيلم الافتتاحي الجميل جداً «تشالنجرز» (Challengers) للوكا غوادانينو». ويُستعاض عنه في الافتتاح بفيلم «كوماندانتي» (Comandante) لمخرج إيطالي آخر هو إدواردو دي أنجيليس. وأوضح باربيرا أنّ «عدد النجوم الحاضرين سيكون أقل بقليل»، لكنه أمل «في ألا تكون السجادة الحمراء خالية». ومن بين الأفلام الثلاثة والعشرين المتنافسة على جائزة الأسد الذهبي «مايسترو» للمخرج برادلي كوبر عن الملحن وقائد الأوركسترا الشهير ليونارد برنستاين. ووصف باربيرا هذا الفيلم الذي يتناول علاقة برنستاين المأزومة بزوجته بأنه «سيرة عبقري غير عادي». ولم يتضح فوراً ما إذا كان برادلي كوبر الذي يؤدي أيضاً دور البطولة سيكون حاضراً في البندقية. إلا أن من المستبعد أن تحضر إيمّا ستون التي تؤدي دور كائن بث فيه الحياة عالِم غريب الأطوار على طريقة فرانكنشتاين في فيلم «بور ثينغز» (Poor Things)، حيث تعاونت مجدداً مع المخرج اليوناني يورغوس لانتيموس. لكنّ المهرجان يشهد العروض العالمية الأولى لأفلام هوليوودية عدة، من بينها شريط روائي لصوفيا كوبولا عن بريسيلا زوجة النجم إلفيس بريسلي، وفيلم «فيراري» لمايكل مان عن إنزو فيراري، من بطولة آدم درايفر. ومن بين المخرجين العالميين في المهرجان، الفرنسي لوك بوسون الذي برأته محكمة التمييز نهائياً في حزيران (يونيو) الفائت من تهم اغتصاب، إذ يشارك بفيلمه «دوغمان» (Dogman)، والمكسيكي ميشال فرانكو بفيلمه «ميموري» (Memory) مع جيسيكا تشاستين وبيتر سارسغارد، والإيطالي ماتيو غاروني مع «إيو كابيتانو» (Io Capitano). وفي البرنامج أيضاً «لا بيت» (La bête) لبرتران بونيلو من بطولة لِيا سيدو، و«أور سيزون» (Hors-saison) لستيفان بريزيه مع غيّوم كانيه. ويُختَتَم المهرجان في 9 أيلول (سبتمبر) بعرض بعد احتفال توزيع الجوائز لفيلم «لا سوسييداد دي لا نييفيه» (La sociedad de la nieve) للمخرج الإسباني خوان انتونيو بايونا، المستوحى من تحطم طائرة لسلاح جو الأوروغواي في جبال الأنديز عام 1972.

◄ نجوم هوليوود صفّ واحد ضد «الروبوت»
أعرب عدد من وجوه السينما والتلفزيون الأميركيين البارزين ومنهم نجم «بريكنغ باد» براين كرانستون في كلمات ألقوها يوم الثلاثاء خلال تجمع حاشد في «ساحة تايمز سكوير» الشهيرة في نيويورك عن دعمهم الممثلين الهوليووديين الذين ينفذون إضراباً منذ نحو أسبوعين. وقال كرانستون الذي تحدث عن مخاوفه من الذكاء الاصطناعي أمام حشد كثيف من المضربين والمؤيدين المتجمعين في هذه الساحة الواقعة ضمن منطقة برودواي الشهيرة بمسارحها: «لن نسمح بإلغاء وظائفنا وإسنادها إلى الروبوتات» وفق ما نقلت وكالة «فرانس برس».
وأضاف كرانستون الذي ارتدى قميصاً لنقابة ممثلي هوليوود (ساغ-أفترا) رُسِمَت عليها قبضة مرفوعة، موجهاً رسالة إلى رئيس «ديزني» بوب ايغر الذي استهدفه التحرك «لن نقبل أن تحرمنا حقنا في العمل وكسب العيش الكريم». واختتم صاحب دور «والتر وايت» في مسلسل «بريكنغ باد» الذي طبع تاريخ البرامج التلفزيونية «أخيراً وخصوصاً، لن ندعك تأخذ كرامتنا».


ووسط الشاشات العملاقة في «ساحة تايمز سكوير» التي غالباً ما تُعرض عليها مقاطع فيديو ترويجية للإنتاجات الجديدة من منصات البث التدفقي، شدد ف. موراي أبراهام (الصورة) المعروف بأدواره في «أماديوس» (أوسكار أفضل ممثل عام 1984) ومسلسلَي «ذي وايت لوتوس» و«هوملاند») على أهمية الحركة النقابية، واصفاً إياها بأنها «مفيدة للولايات المتحدة».
وشارك في التجمّع نجوم آخرون على غرار كريستين بارانسكي، وكلويه غريس موريتز، وستيف بوسيمي، وبرندان فريزر، وكريستيان سلايتر وليسا كولون-زاياس التي اشتهرت بدورها في مسلسل «ذي بير»، وجيسيكا تشاستين التي أعربت في 18 حزيران (يونيو) عبر «إكس» («تويتر» سابقاً) عن غضبها كون «87 في المئة من أعضاء نقابة الممثلين يكسبون أقل من 26 ألف دولار في السنة» ولا تحق لهم الإفادة من التأمين الصحي. وكان نجم «تيد لاسو» جايسن سوديكيس شارك أيضاً في أحد الاعتصامات الأسبوع الفائت. وبدأ نحو 160 ألف ممثل تلفزيوني وسينمائي أميركي في 14 تموز (يوليو) الحالي، إضراباً يُضاف إلى ذلك الذي ينفذه كتّاب السيناريو منذ أسابيع. وتتسبب هذه الحركة الاجتماعية المزدوجة في أسوأ حالة شلل في القطاع منذ أكثر من 60 عاماً. ويطالب الممثلون وكتّاب السيناريو بزيادة أجورهم التي تشهد ركوداً في زمن منصات البث التدفقي، ويرغبون في الحصول على ضمانات بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي، لمنع هذه التكنولوجيا من إنشاء نصوص أو استنساخ صوتهم وصورتهم.
وبموجب الإضراب، يمتنع أعضاء النقابة من ممثلين وعاملين في المجال السينمائي والتلفزيوني، عن المشاركة في أي شكل من أشكال الترويج لعمل ما، أكان في العروض الأولى أو في المهرجانات أو عبر مواقع التواصل، ما يعطّل هوليوود بشكل كبير.

◄ مبادرة لإعادة تأهيل سكّة مار مخايل
في إطار مبادرة «لبيروت» التي انطلقت على أثر انفجار المرفأ عام 2020، وقّعت اليونسكو وإيطاليا أخيراً، اتفاقية تمويل لترميم وإعادة تأهيل أصول التراث الصناعي لمحطة قطار مار مخايل في بيروت، بقيمة 2 مليون يورو. تجدر الإشارة إلى أن محطة مار مخايل، التي يعود تاريخ تأسيسها إلى عام 1894 والمهجورة منذ الحرب الأهلية، تضرّرت من جراء انفجار المرفأ في 4 آب 2020.


جاء هذا الإعلان خلال احتفال من تنظيم اليونسكو والسفارة الإيطالية في بيروت و«الوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي» في محطة قطار مار مخايل، بحضور سركيس خوري مدير عام الآثار ممثلاً وزير الثقافة القاضي محمد وسام مرتضى، ورئيس مجلس إدارة مصلحة سكك الحديد والنقل المشترك، زياد نصر، ممثلاً وزير الأشغال العامة والنقل، علي حمية، ورئيسة برنامج موئل الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية في لبنان، تاينا كريستيانسن.
يندرج هذا المشروع ضمن مبادرة شاملة تموّلها إيطاليا لـ «الحفاظ على التراث الصناعي لمحطة قطار مار مخايل القديمة وخلق مساحة عامة للجمهور. سيتولى برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية UN Habitat تنفيذ الشق الأول من المبادرة المموّلة من الحكومة الإيطالية والذي يهدف إلى خلق منطقة عامة خضراء في موقع المحطة لصالح سكان بيروت. أما الشق الثاني للمشروع، فسيتمحور حول الحفاظ على الوظيفة الأساسية للموقع وقيمته الثقافية وأصالته، وإنشاء منصة ثقافية للإبداع الفني، ما سيعزّز التواصل الثقافي والاجتماعي من خلال توفير مساحة عامة للفنانين للتعبير عن إبداعاتهم وتسويق إنتاجاتهم. يجري تنفيذ هذه المبادرة بالتعاون الوثيق مع وزارة الثقافة ومصلحة سكك الحديد والنقل المشترك التابعة لوزارة الأشغال العامة والنقل» وفق ما جاء في بيان وزِّع للمناسبة. علماً أنّ «لبيروت» مبادرة دولية أطلقتها من بيروت المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي، في أعقاب انفجار المرفأ، لدعم إعادة تأهيل المدارس والمباني التراثية التاريخية والمتاحف وصالات العرض والصناعات الإبداعية.