أُنشئت «مؤسسة التوثيق والبحث في الموسيقى العربية» (AMAR)، عام 2009 وتكمن أهدافها بشكل أساسي في حفظ الموسيقى والممارسات الموسيقية التي تعود إلى آخر القرن التاسع عشر حتى الثلاثينيات من القرن المنصرم أو ما يسمّى بعصر النهضة ونشرها، عبر ما توفّر من التسجيلات. تسعى المؤسسة كذلك إلى دعم البحث الأكاديمي والتوثيق العلمي. مؤسسها ورئيسها كمال قصار، اقتنى مجموعة عبد العزيز العناني، أكبر أرشيف موسيقي في مصر، ما ساعده على إنشائها. وفق ما ورد على موقع المؤسسة، تضمّ هذه المجموعة المهمة آلافاً من أسطوانات 78 لفّة من مصر وسوريا ولبنان وأسطوانات 33 لفّة والأشرطة المغناطيسيّة والكتب والدراسات الإفراديّة ومجاميع النصوص وكاتالوغات شركات الأسطوانات وقد أضافت إليها المؤسسة مجموعات أخرى من الشرق الأوسط بهدف وضع هذه الوثائق في متناول الباحثين والموسيقيّين والهواة في صيغة رقمية بإشراف لجنة مؤلّفة من اختصاصيين. يقول لنا أكرم الريّس، من مؤسسي المؤسسة وعضو الهيئة الإدارية فيها «هذه الموسيقى مهمّشة لصالح أنماط موسيقية أخرى. حتى إنّهم توصلوا إلى النظر إليها بدونية. النظام المقامي والتخت من الأمور الموجودة في مناطق مشرقية في تركيا وإسطنبول كما في الموسيقى الإيرانية والهندية. من الصعوبات التي نواجهها في عملنا العثور على التسجيلات والتواصل وإقناع الناس بأنّ هذه الموسيقى تستحقّ الاستماع إليها».
أصدرت المؤسسة في السابق عدداً من المنشورات، وغالباً ما تترافق الأسطوانات مع كتيّبات. كما نظّمت أكثر من 200 حلقة بودكاست يمكن الاطلاع عليها على موقع المؤسسة، إضافة إلى معارض في الخارج، تتناول مواضيع مختلفة من آلات وقوالب موسيقية وأسماء غنائية معيّنة. جلسة السبت هي الثانية من نوعها، إذ كانت هناك جلسة سمع مماثلة في حزيران (يونيو) الماضي في مناسبة الاحتفال بيوم الأرشيف العالمي. كان ذلك فرصةً للاستماع إلى أندر تسجيلات آخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، واكتشاف ما تقوم به المؤسسة من حفظ وترقيم لأول تسجيلات الموسيقى العربيّة. تلك الندوة كانت مدخلاً للمرحلة التي سيتحدث عنها سحاب في الجلسة الثانية ولكيفية تطور الأسطوانات. في هذا الصدد، يشرح الريّس: «سنعود إلى أولى تسجيلات القانون لغاية القرن الماضي. وكما يدل عنوان الندوة، كانت الآلة بدءاً من دون عرب ثم أُضيفت إليها. وبالتالي ليست أي محاضرة، بل سنتحدث عن تاريخه وظروفه في إطار موسيقى المقام والنهضة. سيستمع الحاضرون إلى أسطوانات أصلية عبر الفونوغراف الأصلي وهذا ما يميّز هذه الجلسة. كما ستكون هناك شروحات تحليلية وتاريخية بطريقة واضحة، وربما أداء من باب الشرح».
ظهرت التسجيلات الأولى في المشرق العربي في نهاية القرن التاسع عشر


إعلاناً عن الجلسة، تقدّم المؤسسة نبذة عن التطورات التي طرأت على آلة القانون. فقد ظهرت التسجيلات الأولى في المشرق العربي في نهاية القرن التاسع عشر. وفي الفترة عينها خضعت آلة القانون إلى تطوّر كبير وهو إضافة الحوامل المعدنية المعروفة بالعرب أو العَـرَبات. خلال الجلسة، سيتعرف الحاضرون إلى العازفين من مختلف بلدان المنطقة سجّلوا عزفهم على قوانين تارة مع عربات وطوراً من دونها. وسيكون هناك تحليل لبعض التسجيلات والفترة الزمنية المدروسة. يدير سحاب بشكل أساسي هذه الندوة وقد يقوم ببعض التطبيقات المباشرة من باب الشرح فحسب، وليس لتقديم أداء عزفي. وهو باحث وموسيقي نال دكتوراه حول آلة القانون تحديداً. ومع أن الموضوع قد يهمّ بوجه خاص المهتمين بالتاريخ الموسيقي العربي، فالجلسة تتوجه كما يقول الريس إلى أكبر عدد من الناس. فالهدف أن يعطوا فرصة لهذا النوع من الموسيقى ويسمعوها ويفهموها ويطلعوا على ظروفها.

* «مع أو بدون عِـرب: آلة القانون في بداية القرن العشرين»: س: 16:30 عصر غدٍ السبت ــــــ مقرّ مؤسّسة AMAR (قرنة الحمراء ــــ قضاء المتن الشمالي، محافظة جبل لبنان) ـــــ للاستعلام: 03/149917