حفل الصيف بشتى أنواع الأنشطة والمهرجانات التي غلب عليها الطابع الترفيهي. لكن قليلة هي المبادرات التي اهتمت بتشجيع قطاعات محددة، وخصوصاً تلك التي تعاني تاريخياً من صعوبات، على رأسها الزراعة. قطاع لم تغفل عنه عين زبدة، تلك القرية الصغيرة الجميلة في البقاع الغربي، المتّكئة على محمية أرز الشوف والواقعة في النطاق الحيوي الذي يربط ما بينها وبين محمية حرمون. اهتمامات البلدية نابعة من معرفتها بهوية القرية ومحيطها ومكامن تميّزها التي تسعى للإضاءة عليها، ودمج السياحة والترفيه بالتنمية المستدامة. ومن هنا، كان قرار تنظيم «يوم المزارع»، الأوّل من نوعه في البقاع الغربي والهادف إلى «دعم المزارعين وتطوير خبراتهم ومعرفتهم ومساعدتهم على تسويق إنتاجهم بأفضل طريقة ممكنة، بالإضافة إلى توفير المنتج الأفضل للمستهلك، وخصوصاً أنّنا نشتهر بالتفاح والبصل والدراق والزيتون» وفق ما يقول رئيس بلدية عين زبدة شربل نهرا لـ «الأخبار».

الحدث الذي يُقام بعد ظهر اليوم، لا يقتصر على مزارعي عين زبدة كما قد يوحي الاسم، بل «يشمل كلّ المزارعين في البلدات المجاورة»، وفقاً لنهرا الذي يشير إلى أنّ «النشاط سيتضمّن عرضاً للخضار والفاكهة والمونة البلدية والأعمال الحرفية من البلدة ومحيطها، ولا سيّما صغبين وخربة قنافار ومشغرة وعين عطا وعانا والخيارة. وهدفنا الأكبر يكمن في إنماء البقاع الغربي والحفاظ على أهله وتشجيعهم على التمسك بأرضهم، إلى جانب تحويل عين زبدة إلى صلة وصل بين المزارع والمستهلك في المنطقة». في هذا السياق، يشير نهرا إلى أنّ قلق البعض من قرب البلدة من بحيرة القرعون الملوّثة لا داعي له لكون الخضار والفاكهة تروى من ينابيع البلدة والتي تفحصها البلدية دورياً للتأكّد من أنّها صالحة للشرب فما بالك بالريّ».
يبدأ الحدث عند الساعة الرابعة والنصف من بعد الظهر بالمشي في عين زبدة، والتجوّل في أرجاء طبيعتها وأحيائها التراثية، وصولاً إلى مكان الحدث الذي يختتم مساء بحفلة فنية.
ولأنّ الحفاظ على الإنسان في أرضه ودعم الزراعة والمزارعين لا يمكن أن ينجحا من دون بيئة سليمة، حرصت البلدية على دعوة جمعيات تعنى بحماية الحيوانات والتصدي للصيد الجائر للمشاركة في النشاط والمساهمة في التوعية إزاء هذا الموضوع.
ومن بين الجهات المدعوّة جمعية Bekaa Rescue And Shelter Lebanon الناشطة في مجال رعاية الكلاب الشاردة والمعنّفة في منطقة البقاع حصراً. وتكشف مديرة الجمعية، روعة ماضي، أنّ «الجمعية تأوي حالياً 200 كلب تقريباً، غالبيتها وضعها صعب بسبب تعرّضها لإطلاق نار». ورغم تأكيدها أنّ بعض حالات التعرّض للكلاب الشاردة تكون ناجمة عن خوف، إلا أنّها توضح أنّ «حالات عدّة تظهر تصرّفات إجرامية ممنهجة وعقلية سادية مضطربة ووحشية». وتشيد ماضي في هذا الإطار بتعاون القوى الأمنية والنيابة العامة البيئية في البقاع، الذي أدى إلى توقيف 90 في المئة من المرتكبين، ولو أن العقوبات «اقتصرت على توقيع تعهدات ومصادرة أسلحة، وفي أقصى الحالات توقيف لمدة لا تزيد عن 24 ساعة». وتكشف ماضي أن «الوضع في البقاع سيّئ، والقدرات محدودة، وخصوصاً أنّنا كجمعية نتّكل على التبرّعات، الشخصية في معظمها. وبالتالي، فهي غير منتظمة وقابلة للتوقف في أي لحظة»، مؤكدةً أنّ هناك حلولاً عدة للتعامل مع الكلاب الشاردة، منها ما يفرضه القانون على البلديات لناحية تأمين منطقة مسيّجة في مشاعاتها لإيوائها، ومنها ما نقوم به كجمعية من خلال خصي الكلاب الشاردة، ما يسمح بالحد من أعدادها بشكل كبير».

«يوم المزارع في عين زبدة»: اليوم السبت ــ الساعة الرابعة والنصف بعد الظهر ــ عين زبدة (البقاع الغربي).