بالنسبة إلى اللبنانيين، الربيع ليس مجرّد موسم، بل نمط حياة وإرادة وتجدّد دائم. لن تكون المرّة الأولى التي تئن فيها نسمات الربيع حزناً على تراب يُسقى دماءً من فلسطين إلى لبنان. لكنّها لن تكون الأخيرة التي تزهر فيها الأرض رغم كل شيء وتنبعث فيها الحياة مجدداً بعد طول أسى. ولأنّ الربيع في هذه البلاد ثقافة وقناعة وفكرة لا تذبل، تطلق «دار قنبز» فعالية جديدة من معرض «أهل الدار» بعنوان «شم النسيم»، تهدف إلى إظهار «قوة الطبيعة كأداة للشفاء». الحدث الذي ينطلق غداً الأحد ويستمرّ حتى 24 آذار (مارس) الحالي، يغطّي مواضيع منوّعة كتنوّع الطبيعة، ضمن «جو حميم وجلسات تفاعليّة وتشاركيّة بعيداً من الطابع الأكاديمي والجامعي الذي عادة ما تجري فيه فعاليات المعرض...»، وفقاً لما تقوله مؤسسة الدار الفنانة ندين توما لـ «الأخبار». وتلفت إلى أنّه «بسبب الظروف التي نعيشها، نحن بحاجة إلى التأمل والشفاء». شفاء وتأمل فكري تفخر الدار بأنها توفره لجمهور متعدّد جغرافياً واجتماعياً وعمرياً، «لأنّنا نهدف إلى تأمين المعرفة للجميع، ونقلها من جيل إلى جيل. وبالتالي من ليس باستطاعته شراء كتب أو أي من المعروضات المتوافرة للبيع لدينا، يمكنه أن يستمتع مجاناً بأحاديث ومعلومات غنيّة وشيقة، ومشاهدة ما يحويه المعرض من إبداعات وأعمال يدويّة وحرفية».

ونظراً إلى تزامن الحدث مع شهر رمضان، توفّر الدار للراغبين فرصة تناول طعام الإفطار والسحور والتلذّذ بـ «لقمشات ونقرشات شم النسيم».
يتناول الحديث الأوّل (غداً الأحد) موضوع «الفطريات البرية بلبنان»، مع رومي عازار، المتخصّصة في هذا المجال وأوّل من نشر دراسة عن الفطريات في لبنان. وبعد غدٍ الإثنين، تتحدّث رئيسة قسم الجيولوجيا في «الجامعة الأميركية في بيروت» والمتخصّصة في مجال المياه الجوفية والينابيع، جوانا دمر، عن «الينابيع بلبنان». وفي اليوم التالي، تأخذ الدار الناس في رحلة ربيعية بامتياز مع صاحب «غاليري أجيال» صالح بركات، ضمن حديث عن «الزهور بالفن التشكيلي بلبنان من ميّة سنة لليوم».
«يا ريتني نملة ــ حكاية أرض»، هو عنوان الحديث الذي ستقدّمه علياء هزيم (تعمل في مجال الطعام)، في 20 آذار، الذي سيكون عبارة عن أداء تدمج فيه بين الأكل والحكايات. وفي 21 آذار، تحتفل الدار بحلول الربيع مع عرض فيلم «حاكورة» لجورج حنا.
لكن ما رأيكم في حكاية وليدة لحظتها؟ حكاية تشاركية تولد من رحم أفكار الحضور؟ هذا ما سيحدث في 22 آذار، عبر تجربة مسليّة ومشوّقة تقدّمها ندين توما تحت عنوان «حكاية كذابيّة بكلماتكم الربيعية»، قبل أن يحين في اليوم التالي دور نسرين مشاقة حوري، الأستاذة في «الجامعة اللبنانية الأميركية» والمتخصّصة في علم الورود البريّة، للكلام عن «الزهور البريّة بلبنان».
أما في 24 آذار، فتنقلنا المتخصّصة في الفن الإسلامي والعربي، كارن مراد، في رحلة عبر التاريخ، إلى الفترة الممتدة بين القرنين الثاني عشر والرابع عشر ميلادي للحديث عن «عالم النباتات بالمخطوطات العربيّة والإسلاميّة».
ومن ضمن أنشطة المعرض البارزة، تقدّم الدار بالشراكة مع «المكتبة الشرقية» في «جامعة القديس يوسف» كتاب الأب بول موتيرد اليسوعي (1892ــ 1972) عن النباتات في لبنان وسوريا، بين 17 و23 آذار (من الساعة 17:00 حتى الساعة 23:00). وفي جعبة «قنبز» أيضاً معرض «جهاز وزهور نساء البقاع» الذي يحوي قطعاً مطرّزة يعود عمرها إلى ما بين 100 إلى 200 عام، من جهاز زفاف نساء من منطقة البقاع. (بين 17 و23 آذار ــ من الساعة 17:00 حتى الساعة 23:00).

* معرض «شم النسيم بـ أهل الدار»: بدءاً من غدٍ الأحد حتى الأحد 24 آذار 2024 ــ من الساعة الخامسة بعد الظهر حتى الساعة الحادية عشرة مساءً ــ «دار قنبز» (بولفار سامي الصلح ــ فرن الشباك/ الطبقة الأرضية).