بالرغم من انتهاء حقبة استثنائية في تاريخ كرة القدم تكرست في المواجهة الندّية المثيرة التي جمعت كلّاً من ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو، تاركةً وراءها أثراً لا يُمحى، إلا أن «تاريخ» كرة القدم لم ينتهِ، ولو أن تاريخ أهم المعلقين الرياضيين الذين رافقوا تلك الحقبة مثل رؤوف خليف الذي أُحيل إلى التقاعد، قد انتهى. لقد عاد موسم كرة القدم وانطلقت الدوريات مجدداً. عودة المباريات الرياضية على شاشات البث وتصدّرها للأحاديث لا ينحصر في كرة القدم فحسب، بل يطاول العديد من الأنواع الرياضية، كرة السلّة مثالاً أو حتى سباق الفورمولا وان. ونحن غالباً ما نتماهى مع الرياضة التي نتابعها، ومع أبطالها، نعلق في مواقف وأفكار وحالاتٍ، نتشاركها بالأحاديث مع بعضنا تارةً أو نفكر فيها لوحدنا طوراً. على الرغم من التسلية والإثارة التي تخلّفهما الرياضة وراءها، إلا أنها تمثّل مصنعاً يجترّ نفسه ويكرر صناعته في دورة إنتاجية لا تنتهي ولا تتوقف. داخل هذا المصنع تُحاك قصص، وهناك حبكة، يوجد بداية وهناك نهاية. والعالق في أفكاره ومواقفه وحالاته سيتساءل عن ذلك المصنع، عن صنّاعه، وصنعته، ومشهديّته.في هذا العدد من «إنما» والذي استقينا عنوانه من المجموعة القصصية للأميركي رايموند كارفر «فيمَ نتحدث حين نتحدث عن الحب» نكتب عن الأوجه المتعددة للرياضة: إن كان ذاك الذي ينعكس في اللذة، والسعادة والحنين، أو الوجه الآخر، ذاك الأكثر ضراوة وجنوناً، الذي يتجلّى في اعتبارها أسطورة من أساطير المجتمع الحديث، أو كونها رواية نزقة شبيهة بماكبيث، مليئة بالصخب والعنف، ويكتبها مجنون.