رغم الرفض الإيراني لعرض الحوافز الذي قدّمته مجموعة «5+1»، إلّا أنّ الدبلوماسية الأوروبية تواصل جهودها من أجل «حلّ سلمي» للأزمة النووية الإيرانية، ملوحة تارة بـ«عقوبات مشدّدة» وطوراً بـ«دعوات مفتوحة لحوار بنّاء»اتفقت إيران وأوروبا أمس على مواصلة المحادثات والحوار في أجواء «بنّاءة» بشأن الملف النووي الإيراني، من خلال الاتصال الهاتفي الذي جرى أمس بين أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي والممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد، الأوروبي خافيير سولانا.
وذكر التلفزيون الإيراني أنّ سولانا أجرى اتصالاً بجليلي عبّر المسؤولان من خلاله «عن ارتياحهما للمحادثات الإيجابية التي جرت في جنيف والاتصالات التي أعقبتها، وأكّدا المسار البنّاء للمحادثات». كما شدّدا على «ضرورة تبادل وجهات النظر والمشاورات ومواصلة المحادثات بين الجانبين».
وفي بروكسل، أكّدت أوساط سولانا الاتصال الهاتفي من دون أن تستبعد إجراء اتصالات أخرى في المستقبل. وقال مساعد لسولانا إن «مكالمة هاتفية مع كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين لم تؤدِّ إلى أي تغيير في النزاع بشأن أنشطة طهران النووية». وأضاف: «كان هناك حوار صباح اليوم (أمس) بين السيد سولانا والسيد جليلي. لم يتغير أي شيء». إلّا أنّه أكّد استمرار العمل الدبلوماسي وقال: «نحن ملتزمون المسار المزدوج، ما زالت قنوات الاتصالات مفتوحة».
وردّاً على سؤال عن المسار المزدوج، أجاب المسؤول الأوروبي: «من جهة أولى، الضغط مستمر من أجل فرض عقوبات في مجلس الأمن، ولكن من جهة أخرى نعرض الحوار». أضاف: «نعرض على الإيرانيين الحضور إلى طاولة المفاوضات لمناقشة حزمة الحوافز التي عُرضت عليهم»، في إشارة إلى رزمة الحوافز التي عرضتها مجموعة «5+1» على طهران، التي رفضتها وربطت الإجابة عليها بالتجاوب مع رزمة المقترحات التي قدّمتها بدورها إلى الدول الكبرى.
من جهته، رأى رئيس مجلس الشورى الإسلامي علي لاريجاني أن التصريحات التي تطلقها أميركا وبعض الدول الغربية تجاه بلاده، هي شكل من العنتريات وناتجة من ضعف هذه الدول. وقال: «عنتريات أميركا وبعض الدول الغربية تأتي نتيجة ضعف هذه الدول».
وأشار إلى أنّ «الولايات المتحدة كانت تتخذ في الماضي سياسة التجاهل تجاه إيران، لكنها اليوم لا تنفذ هذه السياسة، بل تطلق العنتريات»، لافتاً إلى أنّ بلاده «أصبحت بلداً ذا تأثير في المنطقة»، مضيفاً: «إنّهم يقولون سرّاً وخلف الكواليس إنّ مشكلتكم (الإيرانيين) هي أنّكم غيرتم أجواء المنطقة». وتابع: «قدّموا رزمة لإيران فيها مواضيع أخرى غير الموضوع النووي ما يشير إلى أن هذا الموضوع ليس محط اهتمامهم فقط».
إلى ذلك، طالب نائب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى سبحاني نيا وزارة الخارجية ووزارة الثقافة والإرشاد الاسلامي بالتصدّي لما وصفه بـ«التحرّكات المشبوهة والخبيثة» لقناة «العربية» الفضائية السعودية، التي تبث من دبي.
ودعا «العربية» إلى أن «تعدّل سياستها وتراجع أساليبها الدعائية». واتهمها بتعكير العلاقات «الاستراتيجية» بين الرياض وطهران، قائلاً: «رغم العلاقات الجيدة بين المسؤولين في طهران والرياض، التي تعكس العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، فإن من المؤسف أن وجهات نظر متطرّفة تسود مراكز مثل قناة العربية تحاول من خلال الدعاية السلبية تشويه صورة إيران لدى الرأي العام».
(يو بي آي، أ ف ب، رويترز)