حيفا ــ فراس خطيب
بعد عام ونصف عام على نهاية عدوان تموز، يرى عناصر من جنود الاحتياط الإسرائيليين، ممن يؤدون خدمتهم العسكرية عند الحدود الشمالية، أنَّ الجيش «لم يتعلم شيئاً». ونشرت صحيفة «معاريف» أمس شهادات لجنود احتياط عادوا من المعسكرات وكشفوا عن وجود آليات عسكرية معطوبة قد تؤدي إلى فشل حملة عسكرية، ونقص في معدات الاتصال وشروط معيشية وصحية صعبة. وقال أحدهم «ننام ونحن نغطي وجوهنا خوفاً من أن تعضنا الجرذان».
وترى الصحيفة أنّ الإخفاقات تبدأ بـ «جرذان وفئران على مقربة من أسرّة الجنود، وتنتهي بقلة سيطرة على العمليات العسكرية». وتشير إلى أنه قبل أيام، انطلقت ثلاث آليات عند الحدود الشمالية في أعقاب إنذار باختراق سوري للحدود الإسرائيلية، إلّا أن الأولى توقفت بسبب عطب في المحرك، وتوقفت الثانية لبضع دقائق نظراً لخلل في الضوء، بينما وصلت سيارة قائد الوحدة إلى النقطة من دون أي مساندة تذكر.
وقد وصلت سلسلة الإخفاقات إلى «قمة عبثية» عندما تبين أن الجنود المتأخرين في الطريق لا يملكون أجهزة لاسلكية صالحة للاستعمال من أجل إبلاغ باقي الطواقم العسكرية بأنَّهم يحتاجون إلى المساعدة و«لحسن الحظ تبين أنّ الإنذار لم يكن حقيقياً».
وقال أحد الجنود «لو أن الإنذار حقيقي، لكان من الممكن أن تنتهي الأمور بشكل آخر»، فيما أوضح آخر «لم أكن أتوقع استهتاراً كهذا بعد حرب لبنان».
ويخشى جنود الاحتياط في هذه الآونة تحديداً أن تؤدي جودة الآليات العسكرية المنخفضة إلى عملية أسر أخرى. وقال جندي الاحتياط «ن»: «نحن نتأقلم مع الجيش السوري ومع حركة حماس. وهم يراقبوننا ويرون بالضبط إخفاقاتنا، والمسألة مسألة وقت حتى يحصل شيء هنا». وتابع «نحن نسير في جيب عسكري بابه مربوط بخيط، هذا ليس منطقياً». وقال جندي آخر إنهم «يجبرون أحياناً على العمل ليلاً من دون معدات رؤية ليلية».
وفي السياق، نشرت القناة الإسرائيلية الثانية أول من أمس تسجيلاً صوتياً للجندي الأسير في لبنان ايهود غولدفاسر، تم التقاطه من الشبكة اللاسلكية التابعة للجيش قبل دقائق من عملية الأسر التي نفذها حزب الله. ويقول غولدفاسر، في التشجيل، «هنا 4، صباح الخير للجميع». وأضاف في نهاية التسجيل كما عرضته القناة: «روت أنا انتظر هنا... 4 أ، من 4، سر ورائي».
وقالت زوجته، كارنيت غولدفاسر، «هذا هو الصوت الذي أشتاق إليه. حتى الآن عرفتم ايهود من خلال الصور وأنتم تعرفون صوته الآن».