اختتم الرئيس العراقي جلال الطالباني أول من أمس زيارته التاريخية الى سوريا، بعد سبعة أيام من مباحثات مكثفة شملت جميع المواضيع العالقة بين البلدين، ونجم عنها دعم سوري للعملية السياسية في العراق، واتفاق على فتح صفحة جديدة بين الطرفين.
وأصدرت سوريا، في ختام الزيارة، بياناً أدانت فيه هجمات المسلحين على قوات الأمن والجيش العراقيين، وتعهدت أن «تبذل كل مساعيها لرفد عملية المصالحة الوطنية بكل العناصر الإيجابية، وإشاعة المناخ السياسي والإعلامي الملائم لتحقيق هذا الهدف النبيل».
وذكر البيان أن الرئيس السوري بشار الأسد أعرب عن استعداد بلاده «للوقوف الى جانب الأشقاء فى العراق، انطلاقاً من القناعة بأن أمن أي من البلدين الشقيقين يؤثر على أمن البلد الآخر».
وأكد البيان على ضرورة «جدولة انسحاب القوات المتعددة الجنسيات من العراق، وفقاً لقرار مجلس الأمن 1546، وإنهاء الوجود العسكري الأجنبي في البلاد، واتخاذ كل الإجراءات التي تحقق ذلك».
وشدد البيان على عزم سوريا والعراق «على العمل المشترك، وبذل كل ما من شأنه مكافحة الإرهاب، واجتثاث جذوره وتجفيف مصادره ودرء مخاطره التي تصيب في المحصّلة المنطقة برمتها»، مضيفاً إن «الزيارة التاريخية للرئيس الطالباني ستدشن مرحلة هامة في العلاقات الأخوية بين البلدين، حيث تميزت عدة اجتماعات ثنائية عقدها الرئيسان بالصراحة والشفافية والمنحى الإيجابي الأخوي».
واتفق الجانبان على «المضي في تطوير علاقات البلدين للارتقاء بها إلى مستوى طموحاتهما، بما يؤمّن إيصالها إلى أطر التنسيق والعمل المشترك الدائم».
ورأى البيان أن السلام في الشرق الأوسط «يجب أن يكون استناداً إلى قرارات مجلس الأمن ذات الصلة ومبدأ الأرض مقابل السلام ومرجعية مؤتمر مدريد والمبادرة العربية للسلام»، مطالباً «بانسحاب القوات الإسرائيلية من كل الأراضي العربية المحتلة، بما في ذلك الجولان إلى خط الرابع من حزيران عام 1967، ودعم مصالح الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف».
بدوره، رأى الطالباني، في حديث إلى قناة «العربية»، أن دمشق «تريد الاستقرار في العراق، وتدعمنا في مكافحة الإرهاب لذلك لا مبرر لموقف (الولايات المتحدة) المتشنج من سوريا»، داعياً واشنطن الى «إجراء حوار بناء مع دمشق من أجل تحقيق الأهداف المشتركة».
وأضاف الطالباني إن العراق «لن يكون طرفاً في أي عدوان على سوريا، ولا أعتقد أن الولايات المتحدة ستضرب سوريا عسكرياً».
وغادر الطالباني دمشق السبت في ختام زيارة هي الأولى لرئيس عراقي الى دمشق منذ قرابة ثلاثة عقود، أجرى خلالها الطرفان مباحثات بشأن قضايا أمنية وتجارية.
(د ب أ، يو بي آي، رويترز)