جيش الاحتلال «غير قادر» على خوض «حرب تقليدية ثانية»يواصل التيار الصدري سياسته في سحب الذرائع من جعبة الحكومة العراقية والاحتلال الأميركي، في ظل تزايد الحديث عن التوجه لاستهدافه. وآخر الخطوات مسارعة الكتلة الصدرية في البرلمان العراقي الى تأييد خطة رئيس الوزراء نوري المالكي لـ«فرض القانون» في بغداد، في وقت أطلق قادة الاحتلال الأميركي سلسلة تحذيرات من أن الوجود العسكري في العراق يجعل من الجيش الأميركي «غير قادر على خوض حرب ثانية تقليدية».
وأعلن المالكي، في خطاب ألقاه أمام البرلمان العراقي، أن الخطة الأمنية «سيكون اسمها عملية فرض القانون، وهي ليست موجهة ضد أحد»، موضحاً أن «البعض يتحدث عن الشيعة والآخر عن السنّة، وأنا أقول إنها تستهدف جميع الخارجين عن القانون».
وقال المالكي إنه لن «يكون أمامنا مكان محصّن مثل مدرسة أو بيت أو مسجد أو حسينية، إذا تحوّلت إلى منطلق للإرهاب. وستتعرض للدهم والتفتيش مقارّ أحزاب»، مشيراً إلى أن الخطة «تستهدف عملية نزع السلاح، وهي بقيادة عراقية، والقوات المتعددة دورها الدعم فقط».
وأوضح المالكي أن «الخطة لن تكون موجّهة الى منطقة محددة في بغداد، لكنها تعمد الى تقسيم بغداد الى تسع مناطق؛ كل منطقة تخضع للجيش والشرطة».
ووجّه رئيس الوزراء العراقي انتقادات حادة الى «بعض الغرباء عرباً وغير عرب» من الذين يموّلون عمليات العنف الطائفي في العراق.
وتابع المالكي أن السلطات العراقية «ترفض ما يحصل في دول الجوار؛ من مؤتمرات وإعلام يتحدث عن الشأن العراقي الداخلي».
وكان معهد تركي للأبحاث قد نظّم مؤتمراً في أنقرة منتصف الشهر الجاري لبحث مستقبل مدينة كركوك، كما نظّم مؤتمراً آخر في أواخر تشرين الثاني في اسطنبول تحت عنوان «نصرة أهل السنّة في العراق».
وفور انتهاء المالكي من إلقاء كلمته، سارعت الكتلة الصدرية الى تأييد خطته الجديدة.
وقال النائب عن الكتلة الصدرية بهاء الأعرجي إن «الكتلة تؤيد الخطة كما أعلنها رئيس الوزراء».
وتخلل الجلسة جدال حاد بين المالكي والنائب عن جبهة التوافق السنية عبد الناصر الجنابي الذي اتهم رئيس الوزراء بـ«التركيز على جهة واحدة» في الحملات الأمنية، متسائلاً «لماذا تحاصرون شارع حيفا؟»، فردّ المالكي «عندما أحرّك ملفك وأعرضه على البرلمان، ويرى أنك قمت بخطف 150 شخصاً، فهل تتحمل مسؤولية ما تقوله؟»، لكن رئيس البرلمان محمود المشهداني بادر الى مقاطعة المالكي، قائلاً إنه «غير مسموح التحدث بهذا الشكل تحت قبة البرلمان».
في هذه الأثناء، حذر قادة الجيش الأميركي من أن القوات المسلحة الأميركية «تواجه اليوم خطراً أكبر، إذا ما طلب منها خوض نزاع آخر عنيف»، خارج العراق.
وقال قائد مشاة البحرية الأميركية (المارينز) جيمس كونواي، خلال جلسة استماع أمام لجنة القوات المسلحة في الكونغرس، إن «ما نعمل حالياً على تطويره هو أفضل قوة لمكافحة التمرد في العالم، تتألف من الجيش والمارينز»، مضيفاً أن «هذا ما نركّز عليه بصورة رئيسية، نظراً الى تعذر إجراء تدريبات أخرى للقوات المنهمكة في العراق».
وأعرب قائد الجيش الأميركي بيتر شوميكر عن «مخاوف بشأن الطريقة التي نجهز وندرب ونعزز فيها القوات، كما لديّ مخاوف متواصلة بشأن العمق الاستراتيجي لجيشنا وجهوزيته».
وأعلن نائب قائد القوات الأميركية ستيفن سبيكس أنه «لا يمكن اعتبار أي من الأفواج المقاتلة في الجيش الأميركي جاهزة لخوض نزاع بالغ الشدة».
ميدانياً، أكدت السفارة الأميركية في بغداد أمس مقتل خمسة حراس أمن أميركيين في سقوط مروحية كانت تقوم بحماية موظفين في السفارة كانوا يشاركون في اجتماع في بغداد.
كذلك، أعلن الاحتلال الأميركي مقتل اثنين من جنوده وإصابة اثنين بجروح في هجوم بالأسلحة الخفيفة في بغداد.
وتعرّضت القاعدة البريطانية في مدينة البصرة لقصف بقذائف الهاون، ما أدى إلى إصابة جنديين.
وأعلنت القوات الأميركية أنها قتلت «30 إرهابياً» واعتقلت 26 آخرين في شارع حيفا وسط بغداد، مشيرة الى أن الشارع «بات تحت سيطرة القوات العراقية». وقد لقي 40 عراقياً حتفهم، من بينهم 25 في تفجير انتحاري في حي الكرادة وسط بغداد، وأصيب ما يزيد على 60 آخرين بجروح في هجمات في الفلوجة ومدينة الصدر.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، د ب أ)