اتخذ الاتحاد الأوروبي أمس “نصف خطوة” باتجاه رفع الحصار عن الأراضي الفلسطينية، فأعرب عن أمله “في أن يسمح تأليف حكومة وحدة وطنية فلسطينية برفع المقاطعة عن الحكومة التي ترأسها حماس وبتحريك عملية السلام الاسرائيلية ــ الفلسطينية”.ورحّب وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، في ختام اجتماع عقدوه أمس في بروكسل، بإعلان الرئيس الفلسطيني محمود دعباس تأليف حكومة حدة وطنية، وأعربوا عن “املهم في ان تعكس قاعدتها السياسية المبادئ التي وضعتها اللجنة الرباعية وتسمح بإعادة الالتزام” إزاء السلطة الفلسطينية.
وقال وزير الخارجية الفنلندي اركي تيومويا، الذي ترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد الاوروبي: “لدينا وضع جديد وينبغي أن نستخدمه للعودة إلى عملية السلام”. لكن “المهل ليست معروفة بعد، والكثير من الامور تبقى مجهولة” بشأن التزامات هذه الحكومة الجديدة.
وفي حين دعت الولايات المتحدة الاتحاد الأوروبي أول من أمس إلى توخي الحذر حيال رفع القيود المفروضة على المساعدات الدولية للسلطة الفلسطينية، ينتظر الاوروبيون بالتالي معرفة تشكيلة الحكومة الفلسطينية المقبلة وبرنامجها وتوجهاتها، قبل النظر في رفع العقوبات.
وشددت الوزيرة الفرنسية للشؤون الاوروبية كاترين كولونا على انه “من السابق لأوانه أن نستخلص نتائج الآن من امر لم يحصل بعد”. وأضافت “لكن، إذا شُكّلت حكومة جديدة تأخذ بالحسبان مبادئ المجتمع الدولي، فإن ذلك سيكون عنصراً مهمّاً وربما منعطفاً يبرر مراجعة موقفنا”.
وقال نظيرها البريطاني جيف هون: “بالطبع نريد التمكن من التحدث مع الفلسطينيين، لكن ذلك رهن بالاتفاق الذي يتم التوصل اليه”، مشدّداً من ناحيته على احترام المبادئ الثلاثة.
وقال وزير الخارجية الايطالي ماسيمو داليما، لـ “رويترز”: “اتفقنا على أنه ينبغي دعم الحكومة الفلسطينية الجديدة. إنها نقطة تحوّل شديدة الاهمية في الموقف”. وأضاف: “ابلغنا خافيير سولانا بأن البرنامج سيتضمن اعترافاً من الحكومة الجديدة بالمعاهدة التي وقعتها السلطة الفلسطينية في السابق. وهذا يعني الاعتراف بإسرائيل شريكاً”.
وقال وزير خارجية سلوفينيا ديميتري روبيل للصحافيين: “نحن سعداء بحكومة الوحدة الوطنية. نحاول الآن مساعدتها من الناحية المالية أيضاً”.
وقد يناقش الوزراء هذه المسألة مباشرة مع عباس، الذي دعوه الى حضور اجتماع لهم قد يعقد في نيويورك الاسبوع المقبل على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة.
وفي انتظار ذلك، وافق الوزراء على تمديد ثلاثة أشهر للآلية الدولية التي وضعت في نهاية حزيران وتسمح بمساعدة الفلسطينيين مالياً عبر الالتفاف على حكومة حماس.
وقالت المفوضة الاوروبية للعلاقات الخارجية بينيتا فيريرو فالدنر: “اننا نوجّه نداء الى كل الجهات المانحة الاخرى، الى الجهات المانحة في المنطقة، لاستخدام هذه الآلية كلّياً”.
ورحّب عضو اللجنة المركزية لحركة فتح نبيل شعث بالموقف الأوروبي الداعم لحكومة الوحدة الوطنية، مطالباً الدول الأوروبية بعدم الخضوع للضغوط والشروط الأميركية والإسرائيلية.
وقال شعث في تصريح لوكالة “رامتان” الفلسطينية المحلية في غزة، إن “الموقف الأوروبي تجاه حكومة الوحدة إيجابي، وأدعو ألّا يخضع للضغوط الأميركية والإسرائيلية”.
وأضاف شعث أن “البرنامج السياسي للحكومة كاف جداً، وفيه تفويض كامل للرئيس عباس ولمنظمة التحرير الفلسطينية بالتفاوض مع إسرائيل، وهناك قبول بالتعامل مع الاتفاقات الموقعة ومبادرة السلام العربية”.

(أ ب، رويترز، أ ف ب، يو بي آي)