على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

وردَ في جريدة «نيويورك تايمز» خبرٌ عن مقتل «مدنيين إسرائيليين» على يد فلسطينيّين. وعندما يرد خبر عن مقتل «مدنيّين إسرائيليّين» في «نيويورك تايمز» و«واشنطن بوست»، يُصاغ كما يلي: فلسطينيّون يقتلون إسرائيليين. من دون أي مواربة أو تمويه أو ألغاز. فتّشت في أرشيف الجريدة عن أخبار لمقتل مدنيّين فلسطينيّين، فتبيّن لي (كما كنت أتوقع) أنّ العناوين عن مقتل مدنيّين فلسطينيّين تختلف جذرياً عن عناوين مقتل «مدنيّين إسرائيليين». وفي الخبر الذي ورد أمس، تضمّن النصّ حرفياً ما يلي: «قتل مدنيّ إسرائيلي أحد المهاجمين الفلسطينيين». فقط في حالة إسرائيل يكون المدني مسلّحاً. أما المدني الفلسطيني، فيكون حُكماً إرهابياً. المدني الفلسطيني غير المسلّح أخطر على السلام العالمي من «المدني الإسرائيلي» المسلّح. لكن كيف يكون المدني مسلحاً؟ هذه معضلة لا يحلّها إلا مختبر الدعاية الصهيونية في الغرب. وعندما يُقتل مدنيّون فلسطينيّون، تُصاغ عناوين الصحف هنا كما يلي: «مقتل فلسطينيّين»، من دون الإشارة إلى أنّهم مدنيّون. أو يُقال إنّهم ماتوا «في اشتباكات». أو يكون العنوان: «عمليّة عسكرية تؤدّي إلى مقتل فلسطينيّين». وعليك أن تقرأ في النصّ كي تعرف أنّهم مدنيّون. أحياناً يكون العنوان: «مقتل فلسطينيّين، بحسب مصادر فلسطينية» أو بحسب وزارة الصحة الفلسطينيّة. أي إنّ خبر مقتل المدنيّين الفلسطينيّين يجب أن يكون مرصّعاً بالبروباغندا الإسرائيلية كي تخفّ وطأته على القارئ. أما عن مقتل جنود إسرائيليّين، فإنّ الخبر يجعلهم مدنيّين عبر نشر صورهم وهم في الثانويّة وحتى في روضة الأطفال كي يصبح الجندي الإرهابي المعتدي ضحيّة مدنيّة تستدرّ الدموع. وجيش العدو بات يدرك حجم التعاون الذي يظهر من وسائل الإعلام الغربية، ولهذا فإنّه يمدّ هذا الإعلام بصور تظهر فيها الجنديّة وهي في سن الرضاعة ويقولون عنها: هذه هي الجنديّة وتكون بالثياب المدنية. أي إنّ العسكري الإسرائيلي مدني والمدني الفلسطيني إرهابي. وهذا ينبعُ طبعاً من المعيار العرقي، لأنّ حياة الإسرائيليين لا تتساوى مع حياة الفلسطينيين والفلسطيني، وهو حكماً ظالم والإسرائيلي هو مُحق وضحيّة.

0 تعليق

التعليقات