على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

انفطر قلبُ موقع «درج» حزناً على اختفاء «باحثة» أو «كاتبة» إسرائيلية، بحسب وصف الموقع. تدحرجت الدموع على الدرج. كيف تختفي باحثة إسرائيلية من العراق، والعرب معروفون بحسن الضيافة ونجدة المحتاج؟ التغريدة العملاقة لموقع «درج» في تسليط الضوء على «الكاتبة» الإسرائيليّة، تعزّز كلّ شكوك الناس في غرض المواقع التي تسمّيها الحكومة الأميركيّة «مستقلّة»، فقط لأنّها تحظى بتمويل حكومات الغرب وسوروس. حتى «نيويورك تايمز» في مقالتها عنها، اعترفت بأنّ اهتمامها بالعالم العربي تولّدَ من خلال خدمتها (القتاليّة) في جيش الاحتلال الإسرائيلي. «درج» تجاهلت خدمتها في جيش العدو (باعترافها على صفحتها على تويتر). أنصار الإنسانيّة نحو جنود العدوّ يستعينون بكذا حجّة للتعبير عن حبّهم نحوها: يقولون إنّها أكاديميّة بريئة وأنّ غرضها من التسلّل إلى العراق أكاديمي (ماذا لو تسلّل عنصر من حزب الله إلى فلسطين لغرض «أكاديمي»؟ وهل كان هؤلاء سيناصرونه؟). «درج» جعلت منها مناصرة لشعب فلسطين، و«الشرق الأوسط» قالت إنّها متعاطفة مع التيار الصدري، والمعارضة السوريّة قالت إنّها متعاطفة مع الشعب السوري برمّته (باستثناء الشبّيحة). تعاطف على مدّ النظر. ثم ما هي علاقة عدائنا للإسرائيليّين بزعم أنّها مناصرة لشعب فلسطين (وحسب أي تعريف)؟ كأن تقول في الحرب العالميّة الثانية في فرنسا: يجب التعامل بمحبّة مع جنود النازيّة لأنّ واحداً أو اثنيْن مناصران للشعب الفرنسي. هذا القول كان يمكن أن يجعل منك هدفاً للمقاومة الفرنسيّة التي لم توفّر نساءً احتسين الجعة في مقاهي باريس مع جنود العدوّ. والطريف أنّ هناك ذريعة أخرى لمناصرتها: أنّها دعت لقلب النظام السوري. لم يتبقّ لنا إلا دعم جنود إسرائيل الذين يدعون لقلب أنظمتنا لأنّهم يحبوننا حبّاً جمّاً. موقع «درج» جعل من الفصيل المتهم بإخفائها العدوّ، فيما جنديّة العدوّ صديقة للحق العربي. بكلام آخر: قد يقول رئيس أركان العدوّ عمّا قريب إن كل جنود العدوّ مناصرون للحق الفلسطيني كي تقوم مواقع الناتو «المستقلّة» بإبداء التعاطف معهم.

0 تعليق

التعليقات