على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

نشر غسّان شربل في «الشرق الأوسط» حلقة أولى من ذكريات قادة لبنانيّين وفلسطينيّين (لم يُسمِّهم) عن صيف 1982 في بيروت. من الواضح أنّ المتحدّث الأساسي فيها كان هاني الحسن الذي كان معروفاً بتعظيم أدواره وتفخيمها وبقربه من النظام السعودي. بعض الملاحظات: 1) مذهل كم أنّ قادة المقاومة الفلسطينيّة والقائديْن الشيوعيّيْن محسن إبراهيم وجورج حاوي، كانوا يعوّلون على تدخل عسكري سوفياتي للدفاع عنهم. هؤلاء لم يتعلّموا من دروس دور الاتحاد السوفياتي في الحروب العربيّة ــ الإسرائيليّة. جورج حاوي وصحبه ظنّوا أنّهم يحرّكون أساطيل الاتحاد السوفياتي لو أرادوا. 2) بالرغم من اكتشافهم لغياب نيّة سوفياتيّة بالتدخل، فإنّ هؤلاء نطقوا بكلام كان أبعد ما يكون عن قدراتهم وحتى عن مشيئتهم. كان الكلام المطلق سهلاً عند هؤلاء. شعارات ووعود وهتافات بالنصر، انتهت بالترحيل على متن بواخر. 3) لم يكن القادة السوفيات يحترمون القادة اللبنانيّين والفلسطينيّين كما يظهر من الأحاديث المذكورة. قادة المقاومة كانوا أشبه بالمهرّجين، واللبنانيّون منهم انصرفوا إلى كنز الثروات المورّثة. 4) جهدت حركة «فتح» للتقرّب من بشير الجميّل، لا بل للتملّق له، كما يظهر من حديث بين هاني الحسن وبشير الجميّل. هل كان هؤلاء، على محدوديّة معرفتهم بالعلاقات الدوليّة والإقليميّة، يظنّون أنّ أداة إسرائيل الصغيرة، بشير الجميل، يستطيع أن يكفّ شرّ إسرائيل عنهم؟ تقرأ ذلك وتتساءل: إن الهزيمة محتومة عندما يقود أمثال هؤلاء حركة المقاومة. 5) ينقل شربل شكاوى عرفات من تدخلات النظام السوري والعراقي والليبي. لكن شربل لا يجرؤ، بالطبع، على نقل شكاوى عرفات من دور النظام السعودي. أمضى عرفات سنوات وهو يجمع بالورقة والقلم كميّة المساعدات السعوديّة للمجاهدين الأفغان ويقارنها بما قدّمته تاريخيّاً للمقاومة الفلسطينيّة (كان الرقم الذي يورده يصل إلى 16 ملياراً). 6) لم يكن هؤلاء القادة يأخذون التهديدات الإسرائيليّة على محمل الجدّ ولم يتحضّروا للغزو على الإطلاق. قائدهم (الحاج إسماعيل) كان الأسرع في الهريبة. الذين صدّوا إسرائيل على مدى 33 يوماً في عام 2006 كانوا أقلّ عدداً، ونالهم دعم أقلّ من دول في العالم.

0 تعليق

التعليقات