على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

انتشر على المواقع مقطع من جلسة جمعت بين تركي آل شيخ وعمرو أديب (وأفراد من حاشية الأوّل). المقطع مُذهل. آل شيخ يقول للإعلامي المصري إنّه صناعة سعوديّة، كأنّه يتحدّث عن سلعة. ويسألُه: من صنعكَ؟ فيجيب الأخير محنياً رأسه أنّ السعودية صنعته. ثم يأمره بأنّ هناك مواضيع وأولويّات تهمّه وأنّ ما عليه إلّا الامتثال. نال عمرو أديب جائزة الإعلام (هو واللبناني علي جابر) قبل سنة عن إنجازاته الإعلاميّة التي تقتصر على طاعة وليّ الأمر السعودي. شاهدتُ المقطع وتساءلتُ: أي مبلغٍ من المال يكفي لمحو الذلّ الذي يتعرّض له الجالس قبالة تركي آل شيخ؟ شخصيّة تركي بفظاظتها ووحشيّتها تفي بالغرض كي تقول لنا جميعاً: الطاعة مفروضة والسجود واجب بصرف النظر عن الشخص إذا كان يمثّل وليّ الأمر. وتركي آل شيخ يستمتع بممارسة فوقيّته وعنجهيّته مع الإعلاميّين اللبنانيّين والمصريّين. واللبناني، طبعاً، يتفوّق على غيره في الترحيب بالإذلال. وهناك صف طويل عريض من إعلاميي وإعلاميّات لبنان الذين واللواتي يتمنون لو أنّهم جلسوا قبالة تركي آل شيخ وتلقّوا منه التقريع الفظيع. شرفٌ وأي شرف أن يتلقّى الإعلامي اللبناني إهانات وإذلالاً وتقريعاً، لكن من فرد في حاشية شيخ أو أمير لأنّ ذلك يأتي مقروناً بالمنفعة الماديّة. تنحني وتنال مرتّباً، ولو تنحني أكثر تنال مرتباً أكبر. وعمرو أديب كان في امتحان: كان تركي آل شيخ يمتحنه ويختبر مدى طاعته وخنوعه، وهو لم يردّ على كلام تركي وإنّما وافقه على أنّه «صناعة سعوديّة». وافق على أنّه سلعة تحمل علامة الإنتاج السعودي. وفي هذا الأسبوع أيضاً، جلس هشام حداد وتصنّع البراءة بالنسبة إلى منعه من قبل النظام السعودي. قال إنّه لم يسئ بكلمة لمحمد بن سلمان الذي كال عليه المديح، وقال إنه علّق ببراءة مرّة على تعليق من ميشال حايك عن تناول ابن سلمان للوجبات السريعة. لكن «علّوش» (على X) عاجله ونبش في الأرشيف وتبيّن أنّ حدّاد كان قد تناول ابن سلمان بكلام قاسٍ عن جرائم النظام. يريد حدّاد محو الأرشيف ويطلب أن يجلس قبالة تركي آل شيخ وأن يتلقّى التقريع منه.

0 تعليق

التعليقات