على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

غير صحيح أنّ الغرب يكره كل العرب وكل المسلمين. هذا افتئات على شعوب الغرب. صحيح أنّهم يمقتوننا في أكثرنا، وأنّهم يتمنّون لو يستطيعون طردنا بالجملة من بلادهم، أو على الأقل وضعنا في مراكز اعتقال لتأديبنا، لكن لا يكرهوننا كلّنا. هناك في كل بلد غربي، عربي أو مسلم مَرضي عنه من المؤسّسة الحاكمة والمجتمع. خذوا الـ «سير» طارق أحمد في بريطانيا. هذا مُسلم مطيع، لا بل كثير الطاعة. هذا مؤيّد لإسرائيل ويتضاحك دوريّاً مع حكام إسرائيل. هذا لا يستنكر إلا «الإرهاب الفلسطيني»، ولم يسبق له أن وصف إرهاب إسرائيل بالإرهاب. والوضع العربي مزرٍ في بريطانيا إلى درجة أنّ سفراء الجامعة العربيّة اجتمعوا مع السير طارق أحمد للمساعدة في وضع غزة. في أميركا، كان عندنا أوّل صهيوني عربي مُجاهِر، فؤاد عجمي، وتبعه كثيرون. هنا، باتت المنظّمات الصهيونيّة توظّف عرباً كي يغرّدوا ويكتبوا دعاية إسرائيليّة بالعربيّة والإنكليزيّة (لكنّ خطة استدراج العرب أو مناقشتهم من قبل هؤلاء فشلت، لأنّ الإسرائيليين هم الوحيدون الذين يتجاوبون معهم). في فرنسا، كان لديهم محمد أركون، وكانت الطبقة الحاكمة تريد لجميع المسلمين أن يكونوا مثله. هو المثال الأعلى لوزراء الداخليّة الفرنسيّين العنصريّين. كيف لا، وهو الذي أسبغ شرعيّة على قانون العلمانية المزيّفة الذي استهدف المسلمين وحدهم؟ الكاتب الطاهر بن جلّون كتب في مجلة «لو بوان» أوّل من أمس، وأعلن موت القضيّة الفلسطينيّة. المفارقة أنّ صعود فؤاد عجمي (السياسي وليس الأكاديمي، ومحسن مهدي في جامعة هارفرد كان دائماً يقول إنّ شخصيّة عجمي هي إعلاميّة ــ سياسيّة وليست أكاديميّة) جاء بعدما أعلن موت القوميّة العربية. وبن جلّون يرسّخ أسوأ أنواع التنميط الغربي الصهيوني عن العرب، إذ يقول إنّ الاستهداف كان موجّهاً ضد اليهود. لا أفهم هذه النظريّة الصهيونيّة العريقة. هل يعني هذا لو أنّ اليهود في أرض فلسطين اعتنقوا ديناً آخر غير اليهودية، كان سيحتفل الفلسطينيّون بهم كمحتلّين؟ يصف العرب بالبربريّة، وهو الذي قتّر في نقد إسرائيل، ما أصعده السلّم. بن جلون سينال نوبل الآداب على هذه المقالة.

0 تعليق

التعليقات