على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

وقّع الشباب الإعلامي الـ «إن جي أوز» الطليعي الثوري عريضةً (باللغتَين كي تصل إلى العالميّة مثل عمر الشريف والتبّولة) يقول فيها (لإسرائيل) إنّ لبنان لا يريد الحرب (مهما فعلت إسرائيل بنا). أي هي تقول للعدوّ إنّه بريءٌ من دماء اللبنانيّين لو وقعت الحرب، لأنّ هناك فريقاً لبنانيّاً (يضمّ مَن نال بين 62 صوتاً و300 صوتٍ في الانتخابات) تطوّعَ بمجاهرته بأنّه سيحمّل المقاومة مسؤوليّة الدم المُراق من قبل إسرائيل. لا غرابة في أنّ المواقع الصهيونيّة تناقلت خبر العريضة واستحسنتها لأنّها منحت إسرائيل صكّ براءة استباقياً. تقول إنّ لبنان لا يريد الحرب فيما تنهال القذائف والصواريخ على فلسطين وسوريا وغزة. هل هذا يعني أنّ الفريق العرائضي (مرّة زها مارك ضوّ بأنّ منجزاته تضمّ توقيع عرائض دوليّة) يحمّل كلّاً من سوريا ولبنان وفلسطين المسؤوليّة عن الدماء البريئة التي يتسبّب بها لأنّ إسرائيل ــ وفق مضمون العريضة ــ لا يباشر بعدوان أبداً وإنّما تجلس إسرائيل وديعةً فيما يتحرّش بها العرب، ويدفعونها عنوةً نحو الحرب؟ كيف نتحدّث عن قرار الحرب والسلم فيما يشنّ العدوّ عدواناً طالت قذائفه وصواريخه أربع دول عربيّة؟ نجيب ميقاتي يتحدّث بالمنطق نفسه ويقول إنّ خياره هو «السلام» مع العدوّ، وإنّه مع ثقافة السلام معه. هذا كان من ضمن جولته إلى الجنوب حيث التقى مسؤولي اليونيفيل (شهود الزور على عدوان إسرائيل منذ قدومهم إلى لبنان قبل أكثر من أربعين عاماً). قائد الجيش أكّد أنّ الجيش يتابع التطوّرات وأنّه على أتمّ «الجهوزيّة». هذه الجهوزيّة، إذا كانت مكتملة، لماذا لا تُستخدم الآن فيما الجنوب يتعرّض (تماماً كما كان يتعرّض في الماضي) إلى عدوانٍ إسرائيلي، مع الفارق أنّ هناك قوّة مقاومةٍ تردع وتُخيف العدوّ اليوم؟ كانت العريضة تطمح إلى جمع 5000 توقيع (ويستطيع أيٌّ من الناس في العالم إضافة تواقيعهم لمدّ الشباب الطليعي بالزخم الذي يحتاجونه). نستطيع إذاً أن نتجاهل نتائج الانتخابات النيابية وأن نقول، كما قالت العريضة، إنّ الإعلام الخليجي و«البديل» (أي إعلام تمويل الناتو وسوروس) ينطق باسم كلّ الشعب اللبناني.

0 تعليق

التعليقات