على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

سمعتُ الناس تتساءل في لبنان عن موقف أمين معلوف ممّا يجري في غزة. البعض أدان صمتَه والبعض الآخر قال إنّه مشغول بتدبير شؤون اللغة الفرنسيّة، «الراقية» طبعاً. لكن اليوم عثرتُ على مقابلة جديدة معه (مع محطة فرنسيّة ناطقة بالعربيّة)، وفيها يسأله المذيع عن موقفه من غزة. يجيب معلوف بعربيّة ممتازة (وبإيجاز لافت، كي يغيّر الموضوع بسرعة)، لكن بغموض إنشائي جبان جداً. لم يقل كلمة عن المعاناة في غزة. حتى العنصريّين هنا، مثل ترامب، يتحدّثون عن الفظائع في غزّة، لكن معلوف قال إنه منذ صباه كان يسعى كي تتعاون شعوب المنطقة (وهذه صيغة كوديّة من زمن السادات قبل مبادرته، وتعني إسرائيل والعرب) وتقوم بعمل مشترك. هذا كان ردّ معلوف على سؤال عن غزة. لكن لم يُثر جوابه استغرابي. ليس أجبن من اثنَيْن: 1) الشيعي اللبناني الذي يعمل في إعلام أنظمة الخليج لأنّ عليه إثبات ولائه على مدار الساعة. 2) والعربي أو المُسلم الذي «يصل» إلى مركز مرموق أو نافذ في دول الغرب. هذا هو النموذج الذي يرضون عنه في الغرب. هو مثل محمد أركون أو فؤاد عجمي أو المسلمين الذين يصبحون وزراء في حكومات دول الأطلسي. على هؤلاء إثبات عنصريّة ضد بني جلدتهم لأنّ ولاءهم مشكوك فيه. هناك لورد مسلم في بريطانيا، اسمه «لورد طارق أحمد»، من دائرة ويمبلدون. وهو يُستقبل في البلاد العربيّة ويتعاملون معه على أنّه متعاطف مع قضايا العرب. اللورد أحمد صهيوني صفيق واللوبي الإسرائيلي في بريطانيا يحبّذه. قرأتُ نصاً حديثاً له عن غزة أمس. كالعادة، يحاول أن يبدو صهيونيّاً أبيض أكثر من البيض. حذّر من وقف النار لأنّ حماس منظمة إرهابيّة تريد تدمير إسرائيل. تدمير إسرائيل؟ يا للهول. وقال إنّ أول اتصال تلقّاه بعد عمليّة حماس (وقارنها بالمحرقة اليهوديّة)، كان من السفير الإسرائيلي في لندن. اللورد أحمد قلق للغاية من النوايا الإرهابيّة لحماس. وقد اتصل بإمام مسجد في حيفا، كي يحثّه، على الأرجح، على إدانة الإرهاب الفلسطيني.

0 تعليق

التعليقات