على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

لم يعد هناك مجال للنفاق بعد الحرب على غزّة. شنّت إسرائيل هجوماً أدّى حتى الساعة إلى استشهاد أكثر من عشرين ألف فلسطيني، معظمهم من المدنيّين. ووفق أرقام وليد الخالدي، فإنّ إسرائيل قتلت في ستّة أسابيع أكثر ممّا قتلت من الفلسطينيّين في 106 سنوات (منذ وعد بلفور). هذا مفصل في تاريخ القضيّة الفلسطينيّة. وعندنا فريق في لبنان، معادٍ للمقاومة وخاضع للنفوذ السعودي والإماراتي، يحرّض ضدّ المقاومة. لكنّه لا يُجاهر بأنّه ضدّ فلسطين. لا، بل يُزايد على المقاومة في لبنان بأنّه أكثر عداءً. يقول أحدهم إنّه أكثر عداءً لأنّه علمانيّ (كأن العلمانيّين في تاريخ القضيّة فعلوا أكثر ممّا فعله المقاومون الإسلاميّون حتى اليوم). ويقول إنّه ضدّ المقاومة لأنّ أجندتها إيرانية، من دون أن يحدّد لنا ماهيّة هذه الأجندة. اكتشفنا في الأسابيع الماضية أنّ الحزب، لو ضبط الاشتباك في الجنوب، يكون قد خدم الأجندة الإيرانية، ولو أنّه فتح الحرب الكبرى فيكون قد خدم الأجندة الإيرانيّة أيضاً. أصبحت الأجندة الإيرانيّة هُلامية. وهناك مَن يقول إنّه ضدّ المقاومة لأنّها لم تحرّر فلسطين في الأسابيع الماضية بالرغم من وعد نصرالله في السابق. لكن، ها هي الحرب: فُتحت على الجبهتَيْن، وهؤلاء وقعوا في حرج. البعض انكشف أنّه لا يرى من ضرورة للمقاومة لأنّ إسرائيل وديعة، ولا تُكنّ لنا إلا الودّ والمحبّة، وأنّ سجلّها شهد لها بذلك. سمير جعجع الذي تربّى (عسكرياً وسياسيّاً) في حضن الجيش الإسرائيلي، لا يتورّع من الكشف عن أجندة مألوفة: إنّه على الحزب أن ينسحب من الجنوب. فهمنا أنّ الفريق الإسرائيلي كان يطالب بانسحاب منظمة التحرير من الجنوب، لأنّها (عند العنصريّين) غريبة عنه وفقدت تأييد السكان. لكن أن ينسحب أكبر حزب لبناني من الجنوب الذي ينال ثقة أهله، انتخابات تلو أخرى، فهذا تنفيذ واضح لأجندة إسرائيل. آخرون يقولون: لا، نحن لسنا ضدّ المقاومة لكن مع «جمّول» غير الموجودة. هل هناك مَنْ منع أحداً في الأسابيع الماضية من المشاركة في الحرب؟ حتى مقاومَيْن من تركيا سُمح لهما بالمشاركة في قتال إسرائيل.

0 تعليق

التعليقات