على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

تاريخ لبنان هو غير ما تقرأون في كتب التاريخ، وهو حتماً غير ما تسمعون في الخطب الرنّانة. لو أنّنا ندع المؤرّخ والناشر، بدر الحاج، يؤرّخ لنا لبنان، لكنّا اتعظنا من تاريخنا وفوّتنا الفرصة على ورثة حلفاء إسرائيل في الحرب في محاولتهم إعادة المسار الذي فجَّر حرباً أهليّة. الوثائق الأميركيّة المُفرج عنها في السنوات الماضية باتت تغطّي حقبة الستينيّات والسبعينيّات، والإفراج الأخير متسامح أكثر من قبل. شارل الحلو (الذي يتمثّل به فريق التغيير والثورة والإمارات في إدارته لحياد لبنان) كان يتفاوض في السرّ بانتظام مع إسرائيل وكان يعتمد على مطران يزور فلسطين المحتلّة دورياً ويلتقي مع حكام إسرائيل (طبعاً، بحجّة تفقّد الرعيّة مثل المطران الحاج). في يناير عام 1970، أرسل له موشي دايان تهديداً صريحاً، فردّ عليه رئيس جمهوريّة الزمن الجميل في مذكّرة رسميّة، قال فيها: «أوّلاً، لبنان كان ولا يزال شرطة إسرائيل حتى لو أنّه لا يستطيع إعلان ذلك، ورغم الأداء غير الكامل لهذا الدور. إنّ تدمير لبنان بسبب تقصيره (في حماية إسرائيل) هو مثل إزالة شرطة بلدية حيفا لأنّها لم تستطع إيقاف التخريب هناك. ثانياً، إنّ استمرار الغارات (الإسرائيليّة) غير المُستفزَّة على لبنان سيخلق مساراً من سلسلة أحداث ستؤدّي إلى نشر قوات أجنبيّة، ربّما سورية وربما عراقيّة، على الأرض اللبنانيّة. صحيح أنّ هذه القوّات ستشكّل مشكلة كبيرة للنظام اللبناني، ولكنّها ستشكّل أيضاً مشكلة لإسرائيل». ونقطة الحلو الثالثة مفادُها أنّه ليس من مصلحة إسرائيل (التي كان للأمانة شديد الحرص عليها) تدمير الدولة الديموقراطيّة غير المسلمة الوحيدة والمتنوّعة الأديان في المنطقة. وأضاف: «حتى لو كان فهمنا مشوّشاً، فإنّ للبنان فهم ما لمشكلات إسرائيل. وهذا رصيد مهم لإسرائيل إذا ما أرادت أن تكون جزءاً من وفي الشرق الأوسط». وأضاف أنّ لبنان لو تضرّر من إسرائيل، فإنّ الحلو سيحرّك الأحزاب المسيحيّة اللبنانيّة لتحرّض ضد إسرائيل في دول الغرب المهمة. هل هذا النوع من المراسلات يجري هذه الأيّام بين بعض الدولة والكنيسة وبين دولة العدوّ؟

0 تعليق

التعليقات