على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

مات ألكسي نافالني. وعلمتُ من الصحافة السعوديّة أنّه قُتل، والخبر كان فظيعاً في إعلامٍ ينبذُ قتل المعارضين والصحافيّين المُشاكسين (لم يكن خاشقجي مُشاكساً في حياته، لكنه قُتل رغم ذلك). مات نافالني وسارعت وسائل الإعلام اللبنانيّة البديلة (أي تلك التي تتموَّل من سوروس وحكومات الناتو) إلى نعيه والبكاء على أطلاله. وطريقة قتله أو موته ستحتلّ العناوين لأشهر مقبلة. كيف لا ونافالني زعيمٌ عالمي؟ صحيح أنّ كل دعواته للشعب الروسي إلى النزول إلى الشوارع لمعارضة الحرب الروسيّة في أوكرانيا قوبلت بالتثاؤب والاستهجان، لكنّ الإعلام الغربي اختاره زعيماً للمعارضة الروسيّة. والغرب وإعلامه يسهل عليهم اختيار معارضين في دول العالم. أذكر عندما اختاروا سعد الدين إبراهيم (الذي نال ثناء جورج بوش) زعيماً مصريّاً وربما خليفة لعبد الناصر. واختاروا في فترة الحرب السوريّة رياض الترك زعيماً على سوريا الكبرى (أسبغوا عليه لقب مانديلا سوريا، وها هم يسارعون إلى إسباغ لقب «مانديلا فلسطين» على مروان البرغوثي، من ضمن المشروع الأميركي لإنعاش سلطة أوسلو، مع أنّ البرغوثي لا علمَ له بما يُخطّط لرام الله). مات نافالني، وبموته نسينا معاناة الشعب الفلسطيني في غزة. فنافالني أهم من حيث القيمة لأنّه أبيض ولأنّه يعارض حكومة تزعج حلف شمال الأطلسي. مات نافالني، فكيف لنا أن ننشغل عنه بأخبار غزة وجنوب لبنان؟ نافالني مثل ذلك المعارض الفنزويلي الهزلي، خوان غويدي، الذي نصّبته أميركا رئيساً على فنزويلا. مات نافالني وحرفَ أنظارنا عن غزة لأنّ قيمته الإنسانيّة أرفع من عرقنا المتدنّي. بموت نافالني، نعلم أنّ هناك من يعرقل المسعى الأميركي الخيِّر إلى السيطرة على كل مقدّرات الكون، وأنّ بعض حكومات العالم تعارض المشيئة الأميركيّة. نافالني كان شخصاً رجعيّاً وعنصريّاً وإسلاموفوبياً وقد شبّهنا بـ «الصراصير» و«الأضراس المسوّسة»، لكنّه من حصّة الناتو وفي هذا فخر، وأيّ فخر، لوسائل الإعلام التي تنطلق بيننا بتمويل من الناتو الذي يريد الخير للشعب العربي، بعد إبادة الشعب الفلسطيني. نافالني ليس أوّل شخص روسي معارض رفعت أميركا من شأنه. مرّ قبله صفّ من المقيتين، أمثال شارانسكي، وساخاروف، وسولجنستين.

0 تعليق

التعليقات