على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

سرّني دخول السويد رسميّاً في حلف شمال الأطلسي. وسرّني أيضاً دخول فنلندا الحياديّة قبلها في حلف شمال الأطلسي. ودولة السويد (كما كشف تريتا بارسي معتمداً على الإعلام السويدي) تُخفي بيعها أسلحةً لدولة لا يسمّيها (على غير عادة السويد). تلك الدولة هي إسرائيل. الحلف الغربي كلّه ليس إلا حلف شمال الأطلسي. استمرار الناتو وتوسيعه (32 عضواً حتى الساعة) حتى بعد سقوط الاتحاد السوفياتي، يشير إلى أنّ الحلف ليس رهناً بالحرب الباردة، بل هو تجلٍّ لحلف ديني عرقي استعماري عريق، يريد ببساطة كليّة على طريقة النازيّة السيطرة على العالم برمّته. نحن كنا نفرّق كثيراً بين دول الغرب، ونصنّف: هذه دولة صهيونية وتلك دولة مسالمة تريد الخير لنا إلخ. وتزامن ذلك مع انتشار أحزاب اليسار في دول اسكندنافية، وحتى في فرنسا وألمانيا. لكن حتى في تلك الحقبة، كان دعم الغرب لإسرائيل في حروبها وعدوانها فائقاً. صحيح أنّ عهد ميتران تميّزَ بمحاولة الخروج بصورة طفيفة عن الموقف الأميركي عبر إصدار مواقف عامة عن حق تقرير المصير. لكن عندما تضرب أميركا بالسوط، فإنّ الكل يقف بالصف ويطيع. آخر تجارب الخروج عن الموقف الأميركي جرّبها ميتران في مبادرة في أيلول 1990 لتفادي الحرب، فقامت أميركا ضدّه وأوقفته عند حدّه. ثم حاول شيراك أن يعارض حرب العراق في 2003، فثارت أميركا وبدأ الحديث عن عقوبات قاسية ضد فرنسا عندما تراجع شيراك بسرعة، ووافق على خطة وضعها المحافظون الجدد للبنان. تستطيع أن تكون مع الغرب، وأن تتلقّى في جمعيّتك ووسيلة إعلامك تمويلاً من السويد أو هولندا، لكن لن تستطيع بعد اليوم أن تبيعنا أنّ تلك الدول هي غير أميركا. السويد بادرت إلى قطع تمويل الأونروا تنفيذاً لأوامر اللوبي الإسرائيلي في واشنطن، قبل الحصول على تأكيدات لاتهامات إسرائيل التي يثبت بطلانها يوماً بعد يوم. الغرب هو حلف عسكري عنصري ديني متراص. وهو حلف ديني ليس بمعنى أنّ العقيدة الدينيّة ترسم سياساته، لا، لكن لديه سياسات تحالف وعداء دينيّة يحتل فيها الإسلام موقع العداء الأوّل.

0 تعليق

التعليقات