بالنسبة إلى بريّ، هي «خطوة لا يستفيد منها أحد، لا المجلس النيابي ولا رئيس الجمهورية»، إلّا «إذا كان المطلوب أن يقولوا إنهم هم من أنجزوا الموازنة وليس وزارة المال».
ويضيف برّي أن من يريد الاستعجال بالموازنة كان عليه أن «لا يضيّع شهرين ونصف شهر، ولو كان هناك رغبة حقيقية لجرى فتح العقد الاستثنائي بداية العام الحالي بعد انتهاء العقد العادي، وليس الآن، مع بدء العقد العادي». وأكّد رئيس المجلس النيابي أنه سيستعجل لجنة المال والموازنة لإجراء قراءة شاملة لمشروع الموازنة، بعد أن كان طلب من دوائر المجلس النيابي طبع 160 نسخة من المشروع وتوزيعه على النواب.
ويصرّ بري على ضرورة إقرار الموازنة في المجلس النيابي قبل عيد الفصح، وستُعقد لهذه الغاية 3 جلسات أسبوعياً، لأن «المطلوب أن ننجز الموازنة قبل مؤتمر باريس، للتأكيد للدول المانحة أن عجلة الدولة الاقتصادية والمالية تستأهل الثقة، بعد أن لمست قلقاً أوروبياً من الأمر».
أمّا انتخابياً، فلم يسجل حتى الآن أيّ تفاهم جدّي بين تيار المستقبل وحزب القوات اللبنانية، سوى في دائرة عاليه ــ الشوف؛ فالرئيس الحريري الذي وضع أمام السعوديين معادلة فوزه بما بين 23 إلى 25 مقعداً من دون التحالف مع أي من القوى السياسية، لا يجد نفسه مضطراً إلى مساعدة حلفائه المفترضين، إلّا بالحدود التي لا تتعدّى خسارته نائباً مضموناً في كتلته لحساب أي تحالف أو حليف آخر. وهذه المعادلة تصلح أيضاً على تحالف المستقبل مع التيار الوطني الحر. في دائرة عكّار مثلاً، ومع أن التفاهم بين القوات والمستقبل وصل إلى مراحل متقدّمة حول انضمام مرشّح القوات وهبة قاطيشا إلى لائحة المستقبل، إلا أن التحالف لم يحسم بعد. فبحسب مصادر مستقبلية بارزة، «تدرك القوات صعوبة حصولها على حاصل انتخابي لوحدها في عكّار، وأن الفرصة الوحيدة لذلك هي الانضمام إلى لائحتنا». ويقول المصدر إن «المطلوب في المقابل أن يتنازل حزب القوات أو يتواضع، فيتوقّف عن المطالبة بمقعدين (كاثوليكي وماروني) في دائرة بعلبك ــ الهرمل، حتى يتسنّى للتيار الوطني الحرّ الانضمام إلى اللائحة ورفدها بأصوات إضافية».
بري لا يستسيغ «العقد الاستثنائي»: لزوم ما لا يلزم إلّا إذا كان المطلوب القول إنهم هم من أنجزوا الموازنة
الأمر الآخر الذي يطالب به المستقبل، في حال اكتمال التحالف مع التيار الوطني الحرّ في صيدا ــ جزين وخروج القوات من اللائحة، أن تمنح القوات أصواتها للائحة المستقبل والتيار الحر، خصوصاً في ظل معلومات عن أن بعض القواتيين سيمنحون أصواتهم للمرشّح إبراهيم عازار. وتيار المستقبل، بحسب المصدر، لا يمكن أن يتخلّى عن مقعدين؛ الأول هو المقعد الكاثوليكي في جزّين والثاني هو المقعد الماروني في البقاع الغربي، بالإضافة إلى حصول المستقبل على مرشح مسيحي واحد على الأقل في دائرة زحلة. وحتى الآن لم ينجز التفاهم في البقاع الغربي، مع إصرار القوات على حصولها على المقعد الماروني.
وفي زحلة، التي خرجت منها القوات إلى التحالف مع الكتائب، تقول مصادر المستقبل إن المشكلة الآن مع التيار الوطني الحرّ، الذي يطالب بأربعة مرشحين هم ميشال سكاف، ميشال ضاهر، أسعد نكد وسليم عون، إلّا أن «حجم التيار الوطني في زحلة أقلّ من حاصل واحد، والمستقبل يملك حاصلين ونستطيع العمل على الثالث». وتؤكّد مصادر المستقبل أنه «لم يعِد القوات أبداً بأنه سيعطي أصواته للقوات في بعبدا أو في المتن»، مشيراً إلى أن «القوات تستخف بقدرتنا الانتخابية في هاتين الدائرتين. لِنرَ كيف سيتدبرون أمرهم». ويتابع المصدر أن الحال نفسها تنطبق على دائرة الشمال الثالثة، التي يتمّ تداول الأخبار عن أن تيار المستقبل سيمنح أصواته لطوني فرنجية في زغرتا وللوزير جبران باسيل في البترون، إلّا أنه «لا شيء رسمياً حتى الآن، ولم نناقش الأمر بالأرقام مع المعنيين». وتجزم مصادر المستقبل بأن «التيار سيمنح أصواته في الكورة للنائب نقولا غصن، الذي يخوض معركة ربح»، وأن نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري سيعمل على دعمه (انتخابيّاً وليس مالياً).