لم يكن أحدٌ مُستعّداً لتحمّل مسؤوليّة طرح بديل للسلطة
يقول مُفوّض العلاقات السياسية في «مواطنون ومواطنات في دولة»، معن الأمين إنّ «الناس نزلوا إلى الشارع في 17 تشرين كنتيجة لوجود ما يُهدّد مستقبلهم، وكانت الأزمة المالية قد بدأت تظهر في صيف 2019». الزخم الكبير «ألقى مسؤولية علينا بألّا تجنح هذه التحركات صوب اتجاهات عفوية أو تُحاول السيطرة عليه قوى أخرى. سريعاً، قررنا وضع إطار سياسي يُساهم في إنقاذ المجتمع ممّا هو مُقبل عليه». تركيبة «مواطنون ومواطنات في دولة» كحزب سياسي، «ساعدتنا على استشعار ذلك باكراً، فطرحنا رؤيتنا السياسية في 11 تشرين الثاني، وكنا حريصين على أن يكون الطرح السياسي واضح الخيارات ومُحدّداً». عرضُ برنامج سياسي، أتى مُخالفاً لتوجهات «مجموعات وأحزاب معارضة اعتبرت أنّ الحدث هو في التظاهرات، وتعاملت معها كما لو أنّها الغاية وليس الوسيلة لفرض مشروع سياسي». همّ الحفاظ على الزخم في الشارع أضعَفَ «17 تشرين» من وُجهة نظر الأمين، ويُضيف إليه «القمع الكبير الذي تعرّضت له الانتفاضة من قوى السلطة، إن كان عبر الأجهزة الأمنية أو فرض شارع بوجه شارع بعناوين طائفية». تزامن ذلك مع «العبء الاقتصادي، وتعب الناس، وانتشار «كورونا»، ما أدّى إلى ضمور الحضور في الشارع». الخلاصة التي وصلت إليها الحركة أنّ «أي تحرّك ميداني خارج مشروع سياسي واضح المعالم، هدر للوقت والجهود، ومُمكن أن يوظّف ضمن مشروع آخر»، يقول معن الأمين.
ماذا عن اتهامكم بتفشيل أيّ اتفاق؟ «نحن نحسب أنفسنا مُهمّين جدّاً، ولكن هل حزب عُمره 4 سنوات قادر على إفشال جهود قوى عُمرها عشرات السنوات؟ إذا كانت الحجّة صحيحة، فلماذا لم يتمكّنوا من إعلان قيادة من دوننا؟». ويرى الأمين أنّ «المسؤولية التي نتحمّلها هي عدم توصّلنا مع هذه القوى إلى قراءة سياسية عميقة للواقع الفعلي. لم يكن أحد مُستعداً لتحمّل مسؤولية طرح بديل للسلطة وفرض التفاوض لانتقال السلطة. هل هذا سهل؟ كلّا. مستحيل؟ لا شيء مُستحيل».
اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا