في بيت مري التي تسكنها طبقة متوسطة إلى ميسورة من السكان، يؤكد عادل أن كثيرين باتوا يقصدونه لتعديل ملابسهم القديمة توسيعاً وتضييقاً وتقصيراً. «الإقبال لافت جداً مقارنةً بالسنوات الماضية. لكن الزبائن يستكثرون دفع 5 آلاف أو 10 آلاف ليرة وغالباً ما يبارزون لخفض الكلفة».
بعض الزبائن يأتي بجوارب ممزّقة ويطلب تقطيبها على البيعة!
غالبية طلبات الزبائن بحسب مروان، أحد الخياطين في عمشيت، تنحصر «بالتزبيطات البسيطة وما من أحد يفصّل الثياب نظراً إلى ارتفاع كلفتها. معظم الزبائن يأتون بالثياب بالقطعة، ورغم ارتفاع كلفة اللوازم علينا بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار ، يتذمّر الزبائن من دفع سبعة آلاف ليرة أجرة تقصير البنطلون». ويلفت إلى ارتفاع الإقبال عليه في موسم الأعراس الماضي: «كثيرات أتين بفساتين قديمة وطلبن إدخال تعديلات وإضافات عليها حتى لا يُعرف أن الفستان ملبوس سابقاً»!
الإقبال المتزايد على الخياطين يتزامن مع تراجع حادّ في قطاع تجارة الألبسة بالتجزئة، وإقفال مئات المحال أبوابها منذ مطلع العام الجاري، وما رافقه من خروج كثير من العلامات التجارية من السوق بعد تردي القدرة الشرائية للبنانيين وارتفاع أسعار الملابس المستوردة. تشير ليزا هاواريان، وهي صاحبة متجر ألبسة رجالية في برج حمود، إلى أن «عدداً كبيراً جداً من المحال في المنطقة أقفل أبوابه. وبعدما كان التجار يتقاتلون على محل في شارع أراكس، هناك اليوم محالّ كثيرة شاغرة رغم تدني الإيجارات بشكل كبير». وتلفت إلى أن «كثيرين من أصدقائي وزبائني باتوا يعطونني ملابسهم القديمة لأوصلها إلى خياطين أتعامل معهم لإدخال تعديلات عليها. وهذه الظاهرة تكاثرت بشكل كبير أخيراً». أما في المحل، «فالملابس المصنّعة محلياً باتت تشهد طلباً متزايداً مقارنةً بالبضاعة الصينية والتركية التي غزت السوق في السنوات الماضية».
الأزمة اضطرت تونيا حريق، صاحبة متجر ألبسة نسائية في برمانا، إلى إغلاق أحد متجرَيها في المنطقة مع تراجع الأعمال قبل 6 أشهر. «كنت أسافر كل شهر إلى الخارج لشراء بضاعة بكميات كبيرة، أما الآن فأكتفي بعدد محدود. بعض زبوناتي اللواتي كنّ يشترين 6 إلى 7 قطع عند كل زيارة أصبحن يكتفين بقطعة واحدة. ومن كانت تشتري من دون أن تعير الثمن أهمية أصبحت تدقّق مسبقاً في الأسعار، وهذا الواقع أصبح أمراً شائعاً في لبنان بسبب الظروف، اللافت أن الغالبية العظمى من زبائني من الميسورين والمرتاحين مادياً، ما يُظهر مدى تأثر كل الفئات بالأزمة».
اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا