«بابا، مين فجّر المرفأ؟» لا نعرف.
من يعرف؟
لا أحد يعرف، لأن التحقيق لم ينتهِ.
أخبرني صديقي أنه سمع أهله يقولون أن السياسيين الفاسدين «هِنّي فجّروا المرفأ».
«ما بعرف يا بابا. لازم ننطر لينتهي التحقيق».
متى سنعرف؟ ولماذا لم ينتهِ التحقيق؟

■ ■ ■

«بابا ليش فايت عكس السير؟»
هيدي الطريق كل الناس بتمرق فيها عكس السير.
كل الناس يا بابا؟ والبوليس؟
والبوليس كمان.
كيف يعني البوليس عكس السير؟

■ ■ ■

«بابا ليش في واحد حامل فرد؟»
ما بعرف يا بابا، ممكن يكون عسكري.

أنجل بوليغان - المكسيك


ليش مش لابس بدلة عسكرية؟
لأن يمكن عم يفتش عن الحرامي ولازم ما حدا يعرف إنو هو عسكري.
وإذا الناس فكّروا إنو هو الحرامي؟ شو بيعملوا؟

■ ■ ■

تشق السيارة طريقها إلى قلب العاصمة..
يراقب الطفل الحركة في الشارع:
بابا، ليش في ولاد صغار حافيين بالشارع عم يشحدوا مصاري؟
مين هول؟ وين إمهن وأبوهن؟
ما بعرف يا بابا.. هؤلاء سوريون هربوا من الحرب في بلدهم إلى لبنان.
ليش ما بيروحوا عالمدرسة؟
في ولاد لبنانيين كمان ما بيروحوا عالمدرسة.
ليش يا بابا؟
لأن أهلهم ما معن مصاري ليدفعوا للمدرسة.
يعني يمكن الأولاد اللي عم يشحدوا يكونوا لبنانيين. ليش قلت لي إنهم سوريون يا بابا؟

■ ■ ■

تُصغي أخته الأكبر منه سناً إلى مذيعة نشرة الأخبار عبر الراديو وتطرح أسئلة أكثر تعقيداً:
بابا، إنت قلت إنو الأميركاني آموس هوكشتاين هو أصلاً «إسرائيلي»، طيب كيف يعني هو صديق للبنان؟
مش على أساس «إسرائيل» عدوّ؟
هكذا هي السياسة يا بابا..
يعني السياسة كذب؟

■ ■ ■

بابا إنت قلت لنا إنو في لبنانيين تعاملوا مع العدو الإسرائيلي. صح؟
صح.
وقلت إنو من بينهم من تدرّب مع جيش الاحتلال الإسرائيلي وجاب سلاح منهم. صح؟
صح.
طيب كيف ما فاتوا عالحبس؟
مبلا فاتوا عالحبس وخلّصوا مدة العقوبة وطلعوا.
يعني خلص، ما بقى يتعاملوا مع العدو الإسرائيلي يا بابا؟

■ ■ ■

«بابا، ليش ما في رئيس بلبنان؟»
مين قال ما في رئيس؟ في كتير رؤساء يا بابا.
قصدي ليش ما في رئيس جمهورية متل غير دول.
لأن ما اتفقوا على مين بدو يكون الرئيس.
ليش لازم يكون الرئيس مسيحي؟
لأن اتفقوا إنو رئيس الجمهورية مسيحي ورئيسي الحكومة ومجلس النواب إسلام.
يعني اتفقوا يا بابا.. طيب ليش ما في رئيس جمهورية؟