واصل رئيس التيار الوطني الحر جولته يوم أمس من الشمال استكمالاً للمبادرة التي بدأها منذ أيام بعقد اجتماعات مع كل الأطراف السياسية تحسباً لتوسّع اعتداء العدو الإسرائيلي على لبنان. وفي الصباح، التقى باسيل تكتل الاعتدال الوطني «للتأكيد على أن لا تكاتف أو وحدة وطنية من دون المكوّن السني»، تلاه لقاء مع رئيس تيار الكرامة النائب فيصل كرامي وتكتل التوافق الوطني المؤلّف من النواب حسن مراد وطه ناجي وعدنان طرابلسي ومحمد يحيى، مكرّراً «أننا لا نريد الحرب ولا نسعى إليها ولكن في حال تمّ الاعتداء علينا سنقوم بالدفاع عن أنفسنا».أما اللقاء الأهم فهو الذي ختم به باسيل نهاره بزيارة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية في بنشعي، نظراً إلى الخلافات التي طبعت علاقة الرجلين منذ انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية. وقالت مصادر التيار الوطني الحر إن «عنوان الجولة المتمحور حول خلق جو تعاضد مع المقاومة الوطنية وحماية لبنان ووحدته تطلّب انفتاحاً على جميع القوى، وكان من الطبيعي أن تشمل الجولة فرنجية الذي يتمتع بكتلة نيابية، وكونه مرشحاً إلى رئاسة الجمهورية ومعنياً بالتطورات الحاصلة ميدانياً وبالنقاط الأربع الواردة في المبادرة: إنشاء حزام أمان سياسي ووطني لحماية لبنان، احتضان المقاومة اللبنانية ودعم المقاومة الفلسطينية، الحثّ على انتخاب رئيس جمهورية وإعادة الانتظام للمؤسسات، وملف النازحين». وفي ما خصّ الخلافات بين الرجلين، أشارت المصادر إلى أنهما «وضعا كل المسائل المختلف عليها جانباً، فلا سبب زيارة باسيل هو الطلب من فرنجية الانسحاب ولا الأخير يطلب من التيار انتخابه. بل على العكس تميّز اللقاء بتطابق تام في وجهات النظر عبّر عنه فرنجية نفسه في كلمته لناحية الموقف الواضح بضرورة الوقوف إلى جانب المقاومة وحماية البلد والبحث عن طريقة لتحصين الموقف الوطني». وبحسب المصادر فإن هذه الزيارة هي «بداية كسر جليد» بين التيار الوطني الحر وتيار المردة.
في موازاة ذلك رأت القوى المنضوية تحت ما يُسمى «معارضة»، وتضم القوات والكتائب والنواب المستقلّين، أن من الأفضل أن يبقى التواصل بين التيار وبينها وفق الآلية التي اعتُمدت عند التقاطع على جهاد أزعور وهو تواصل على مستوى النواب حيث مثّل التيارَ يومها النائبان ندى بستاني وجورج عطالله والنائب السابق إدي معلوف.