نفّذ حزب الله أمس 8 عمليات ضدّ مواقع إسرائيلية على امتداد الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، دعماً وإسناداً للمقاومة في قطاع غزة. بدأت العمليات عند الظهيرة باستهداف موقع ‏مسكاف عام، ومن ثمّ مربض ‏خربة ماعر ومواقع الراهب ورويسات العلم‏ والرادار والعباد وثكنة ميتات. واستخدمت المقاومة في ضرباتها الأسلحة الصاروخية، ومنها «صاروخ بركان»، عدا «الأسلحة المناسبة». وأقرّت إذاعة جيش العدو باندلاع حريق في ثكنة ميتات في الجليل الأعلى، بعد استهدافها بصاروخ من لبنان، فيما اعترفت «القناة 14» العبرية بسقوط إصابتين فيها.في المقابل، طاول القصف المدفعي المعادي بلدات ومناطق حدودية، هي: كفرشوبا والهبارية وشبعا ومارون الرأس وعيتا الشعب وحولا ومركبا وبليدا وسهل الخيام والعديسة وشيحين وزبقين ومروحين وبيت ليف والقوزح وميس الجبل وبني حيان ورب ثلاثين والضهيرة وطير حرفا واللبونة ووادي حامول والناقورة. وأعلن الجيش اللبناني، في بيان، تعرّض مركز استشفائي له في بلدة عين إبل لقصف إسرائيلي. وعلمت «الأخبار» أن جندياً أصيب بعد تنشّقه دخان قذائق فوسفورية أُطلقت على المركز، وكذلك أصيب ثلاثةٌ آخرون بجروح طفيفة في قصف على مركزهم، في رأس الناقورة. كما أصيب مواطن بشظايا قذيفة مدفعية خلال عمله في أرضه، في أطراف راشيا الفخار.
إلى ذلك، نعى حزب الله أمس أربعة مقاومين استشهدوا «على طريق القدس»، أولهم أحمد حسين علي أحمد (أبو عباس) من بلدة الناصرية البقاعية. وهو استشهد في هجوم للعدو جنوباً، وثلاثةٌ آخرون استشهدوا في قصف إسرائيلي على نقطة في منطقة القنيطرة في جنوب سوريا، وهم حسن علي دقدوق (جواد) من بلدة عيتا الشعب الجنوبية وعلي إدريس سلمان (عباس) من بلدة عرمتى الجنوبية وحسين عصام طه (أبو تراب) من بلدة ميس الجبل الجنوبية.
وفيما كانت مراكزه تتعرّض للقصف في الجنوب، تصدّى الجيش في بيروت عصر أمس لمجموعة أمهات، خلال تحرك تضامني مع غزة، على مقربة من مقر السفارة الفرنسية في المتحف.
وكانت المنظّمات الدّاعية حصلت على إذن مسبق من «أمن الدولة»، للتجمع في الحديقة المحاذية للسفارة، إلا أنه عند بدء وصول المشاركات إلى المكان، حاول ضابط وعناصر من الجيش منعهنّ من البقاء، ما أدى إلى حصول مشادّة كلامية بين الطرفين، ليُقفل الجيش بعدها جميع الطرقات المؤدية إلى التحرك.
إثر ذلك، انتقل الجميع إلى مكان آخر في منطقة المتحف، حيث وضعنَ 200 تابوت وكفن، ورفعنَ عبر مكبّرات الصوت، أصوات استغاثة لأطفال وأمهات من العدوان الإسرائيلي في غزة، كانت قد انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي. ومن ثمّ توجّهت الأمهات إلى «قصر الصنوبر»، لـ«رمزيته، كمقر سابق للمندوب السامي، ومقر حالي للسفير الفرنسي». وقبل مغادرتهنّ، تركنَ عدداً من الأكفان. واعتبرت إحدى المنظّمات، دانيا دندشلي، أن الجيش «حمى الاستعمار بمنعه إقامة التحرك بالقرب من السفارة، في الوقت الذي يجب أن تستمر فيه التظاهرات أمام سفارات فرنسا وبريطانيا وأميركا، لكون تلك الدول منخرطة مباشرة في قتل أبناء غزة».