صحوة ضمير
  • د. ربيع سلطان

    (إلى ضمير لبنـان الرئيس سليم الحصّ)
    حذّر رئيس تيّار المستقبل النائب سعد الحريري من التطاول على مقام مفتي الجمهوريّة اللبنانيّة، ولا سيّما حين يكون هذا المقام تابعاً لأوامره وهيمنته، فيما يحقّ للشيخ سعد مثلاً أن يتطاول على مقام رئاسة الجمهوريّة، انطلاقاً من اعتبارات محض شخصية.
    السؤال الذي يطرح نفسه، من الذي يضع المعايير التي تجيز التطاول أو تمنعه، ومن الذي يحقّ له ان يفعل ومن لا يحقّ له؟ الجواب، بحسب الشيخ سعد، معروف وهو محصور بمن يحظى بتأييد دولة الحرب والعدوان اميركا ودعمها. وليصمت الآخرون، كل الآخرين.
    وأمّا «المتطاوَل عليه» بالحقّ والمشروعيّة، فيجب أن يكون مغضوباً عليه ومنبوذاً من الدولة التي نصّبت نفسها سيدة على عرش الكوكب بأسره.
    لنفرض أنّ منطلقات الشيخ سعد للتطاول على الآخرين هي جريمة اغتيال والده المغفور له الرئيس رفيق الحريري. فكيف يقوى من لوّعته الجريمة على تعويم وإعادة الاعتبار إلى من لطّخت يديه الجرائم بالدليل والبرهان؟ نعيش في زمن بالغ الرداءة، حيث نجد مجرماً مداناً، وآخر معزّزاً ومكرّماً تبعاً للأهواء السياسيّة. إنـّه كما وصفه الرئيس سليم الحصّ «زمن العجائب».
    لن يغفر لك والدك يا شيخ سعد. هل تُبنى التحالفات على الثأر والحقد والكيديّة، أم على المبادئ والثوابت الوطنية؟
    كيف نثق ونتفاءل بمستقبل الوطن، وأحاديث المجالس الضيّقة لأنصار تيّار المستقبل (دعك من الخطاب الرسميّ العلنيّ) تبرّئ اسرائيل من القتل والتدمير المنظّم، وكانت تتمنّى لو قدرت على تنفيذ ما لا يتّسع المجال لذكره وتعداده الآن... هل هي صدفة أن يتلاقى هذا التوجّه على ألسنة المؤيّدين والأنصار من أقصى الشمال إلى جنوبيّ الإقليم؟ هل كان الرئيس الشهيد ليرضى بذلك؟ مساكين هم الشجعان الفضل شلق ومهيب عيتاني ويوسف النقيب وبسّام عبد الملك، كيف دُفن بيانهم واضمحلّ!... هل أصدقاء الرئيس الشهيد رفيق الحريري هم أيضاً من ريف دمشق يا شيخ سعد؟
    لا غرابة في خوف أولمرت على حياة فؤاد السنيورة. لكن، لماذا لم تخشَ اسرائيل على حياة رفيق الحريري؟ ربما لأنّ الفرق كبير بين النهج الوطني للرئيس الشهيد رفيق الحريري، ونهج التواطؤ والخيانة الذي نشهد فصوله اليوم...
    المطلوب صحوة ضمير.



    الوطن الوطن

  • علي محمد علي شمس الدين
    أين هي الديموقراطية في ظل الانقسام والشرذمة التي تطبع الأوضاع اللبنانية؟ الأرجح أن الديموقراطية التي يفهمها بعض الزعماء وفقاً لأهوائهم الخاصة، تقوم على مبدأ التفرقة بين الناس بدل توحيدهم، فأمست مع هذه «الأكثرية» ديكتاتورية سافرة، سبيلها الوحيد للحفاظ على ما نالته، هو قيصرية الاستمرارية، فيما هاجسها هو الاستئثار بالسلطة ومحاربة كل دعوة لإقامة شراكة وطنية. الشراكة الفعلية هي السبيل الوحيد للخلاص مما نعيشه، وتمثيل إرادة الشعب في إطار من الوحدة الوطنية وإزالة كل أسباب التناقض بين الدولة ومواطنيها، الشراكة الفعلية تفتح الآفاق أمام تهيئة فرص متكافئة لكل طبقات المجتمع، فيتعزّز عندها شعور الفرد بانتمائه إلى الدولة الحقة، لا المزرعة، التي طالما أطاحت فرص بناء الدولة القوية والموحدة القادرة على محاربة أي عدوان خارجي من خلال جميع اللبنانيين، واستيعاب أي خلاف داخلي بين الأفراد من خلال السهر على تطبيق القوانين وسريانها على الجميع من دون استثناء، وإلغاء الطائفية السياسية فنحكّم العقل والضمير لكي نعيش في وطن تغار منه الأوطان.